القطاط بالجامع العتيق من الأحباس، وكان يؤتي بالغدد مقطعة، فيجلس ويقسم عليها، وإن قطة كانت تحمل شيئا من ذلك وتمضي به، وفعلت ذلك مرارا، فقال مولاي للشيخ أبي الحسن بن فرج امض خلف هذه القطة وانظر إلى أين تؤدّي ذلك، فمضى ابن فرج فإذا بها تؤدّيه إلى أولادها، فعاد إليه وأخبره، فكان بعد ذلك يقطع غددا صغارا على قدر مساغ القطط الصغار، وغددا كبار للكبار، ويرسل بجزء الصغار إليهم إلى أن كبروا،
مسجد الفرّاش
هذا المسجد كان بالقرافة الكبرى، بناه أحمد فرّاش الأفضل بن أمير الجيوش، وبجواره مسجد بناء زيد بن حسام، ومسجد الإجابة القديم، وتربة العطار، ودار البقر، وقناطر الأطفيحيّ، كلّ ذلك بالقرب من جامع القرافة.
[مسجد تاج الملوك]
هذا المسجد قدّام دار النعمان وتربته من القرافة الكبرى، بناه تاج الملوك بدران بن أبي الهيجاء الكرديّ الماردانيّ، وهو أخو سيف الدين حسين بن أبي الهيجاء، صهر بني رزيك، وكان مجتمع أهل مصر عنده في الأعياد والمواسم وليالي الوقود.
[مسجد الثمار]
هذا المسجد كان ملاصقا للزيادة التي في بحريّ مسجد الأقدام، وفيه قبور بني الثمار.
[مسجد الحجر]
هذا المسجد كان بحريّ مسجد عمار بن يونس مولى المغافر، وشرقيّ قصر الزجاج من القرافة الكبرى، بنته مولاة عليّ بن يحيى بن طاهر المعروف بابن أبي الخارجيّ الموصليّ، في ربيع الأوّل سنة ثلاثين وأربعمائة.
[مسجد القاضي يونس]
هذا المسجد كان غربيّ مسجد الحجر المذكور، بناه الشيخ عدي الملك بن عثمان صاحب دار الضيافة، ثم صار بيد قاضي القضاة بمصر، الموفق كمال الدين أبي الفضائل يونس بن محمد بن الحسن المعروف بجوامرد، خطيب القدس القرشيّ، وكان من الأعيان، ولم يشرب قط من ماء النيل بل من ماء الآبار، ولم يأكل قط للسلطان خبزا، وكان يروى الحديث عن جده.