وسبعمائة، وكان أوّلا مكانه جامع قديم وبجواره المطبخ السلطانيّ والحوائجخاناه والفراشخاناه، فهدم الجميع وأدخلها في هذا الجامع، وعمره أحسن عمارة وعمل فيه من الرخام الفاخر الملوّن شيئا كثيرا، وعمر فيه قبة جليلة وجعل عليه مقصورة من حديد بديعة الصنعة، وفي صدر الجامع مقصورة من حديد أيضا برسم صلاة السلطان، فلما تمّ بناؤه جلس فيه السلطان بنفسه واستدعى جميع المؤذنين بالقاهرة ومصر وسائر الخطباء والقرّاء، وأمر الخطباء فخطب كلّ منهم بين يديه، وقام المؤذنون فأذنوا، وقرأ القرّاء، فاختار الخطيب جمال الدين محمد بن محمد بن الحسن القسطلانيّ خطيب جامع عمرو وجعله خطيبا بهذا الجامع، واختار عشرين مؤذنا رتبهم فيه، وجعل به قراء ودرسا وقاريء مصحف، وجعل له من الأوقاف ما يفضل عن مصارفه، فجاء من أجلّ جوامع مصر وأعظمها وبه إلى اليوم يصلي سلطان مصر صلاة الجمعة، والذي يخطب فيه ويصلي بالناس الجمعة قاضي القضاة الشافعيّ.
[جامع قوصون]
هذا الجامع داخل باب القرافة تجاه خانقاه قوصون، أنشأه الأمير سيف الدين قوصون، وعمر بجانبه حماما، فعمرت تلك الجهة من القرافة بجماعة الخانقاه والجامع، وهو باق إلى يومنا.
[جامع كوم الريش]
هذا الجامع عمارة دولات شاه.
[جامع الجزيرة الوسطى]
أنشأه الطواشي مثقال خادم تذكار ابنة الملك الظاهر بيبرس وهو عامر إلى يومنا هذا.
[جامع ابن صارم]
هذا الجامع بخط بولاق خارج القاهرة أنشأه محمد بن صارم شيخ بولاق فيما بين بولاق وباب البحر.
[جامع الكيمختي]
هذا الجامع يعرف اليوم بجامع الجنيّة، وهو بجانب موضع الكيمخت على شاطىء الخليج من جملة أرض الطبالة، كان موضعه دارا اشتراها معلم الكيمخت، وكان يعرف بالحمويّ، وعملها جامعا فضمن المعلم بعده رجل يعرف بالرومي فوقف عليه مواضع وجدّد له مئذنة في جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانمائة، ووسع في الجامع قطعة كانت