موسى بن بغا، التي بمصر، فقبض أحمد بن طولون على أندونة هذا، وكان نصرانيا، فأخذ منه خمسين ألف دينار.
[ذكر وسيم]
قال ابن عبد الحكم: وخرج عبد الله بن عبد الملك بن مروان، أمير مصر إلى وسيم، وكانت لرجل من القبط، فسأل عبد الله أن يأتيه إلى منزله، ويجعل له مائة ألف دينار، فخرج إليه عبد الله بن عبد الملك، وقيل: إنما خرج عبد الله إلى قرية أبي النمرس، مع رجل من الكتاب، يقال له: ابن حنظلة، فأتى عبد الله العزل، وولاية قرّة بن شريك، وهو هناك، فلما بلغه ذلك، قام ليلبس سراويله، فلبسه منكوسا، وقيل: إنّ عبد الله لمّا بلغه العزل، ردّ المال على صاحبه، وقال: قد عزلنا، وكان عبد الله قد ركب معه إلى المعديّة، وعدّى أصحابه قبله تأخر، فورد الكتاب بعزله، فقال صاحب المال: والله لا بدّ أن تشرّف منزلي، وتكون ضيفي، وتأكل طعامي، وو الله لا عاد لي شيء من ذلك، ولا أدعك منصرفا فعدّى معه.
[ذكر منية عقبة]
هذه القرية بالجيزة عرفت بعقبة بن عامر الجهنيّ «١» رضي الله عنه.
قال ابن عبد الحكم: كتب عقبة بن عامر إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، يسأله أرضا يسترقق فيها عند قرية عقبة، فكتب له معاوية بألف ذراع في ألف ذراع، فقال له مولى له: كان عنده، انظر أصلحك الله أرضا صالحة، فقال عقبة: ليس لنا ذلك، إنّ في عهدهم شروطا ستة منها، أن لا يؤخذ من أرضهم شيء، ولا من نسائهم، ولا من أولادهم، ولا يزاد عليهم ويدفع عنهم موضع الخوف من عدوّهم، وأنا شاهد لهم بذلك.
وفي رواية: كتب عقبة إلى معاوية يسأله نقيعا في قرية يبني فيه منازل ومساكن، فأمر له معاوية بألف ذراع في ألف ذراع، فقال له مواليه ومن كان عنده: انظر إلى أرض تعجبك، فاختط فيها وابتن، فقال: إنه ليس لنا ذلك، لهم في عهدهم ستة شروط منها، أن لا يؤخذ من أرضهم شيء، ولا يزاد عليهم، ولا يكلفوا غير طاقتهم، ولا تؤخذ ذراريهم، وأن يقاتل عنهم عدوّهم من ورائهم.
قال أبو سعيد بن يونس: وهذه الأرض التي اقتطعها عقبة هي: المنية المعروفة،