للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كانت للميضأة، فلما قبض الملك المؤيد شيخ الظاهريّ على طوغان في يوم الخميس تاسع عشر جمادى الأولى، سنة ست عشرة وثمانمائة، وأخرجه إلى الاسكندرية واعتقله بها، أخذ شخص الثور الذي كان يدير الساقية، فإن طوغان كان أخذه منه بغير ثمن كما هي عادة أمرائنا، فبطل الماء من البركة.

آق سنقر: السلاريّ، الأمير شمس الدين أحد مماليك السلطان الملك المنصور قلاون، ولما فرّقت المماليك، في نيابة كتبغا على الأمراء، صار الأمير آق سنقر إلى الأمير سلار، فقيل له السلاريّ لذلك، ولما عاد الملك الناصر محمد بن قلاون من الكرك اختص به ورقاه في الخدم حتى صار أحد الأمراء المقدّمين، وزوّجه بابنته وأخرجه لنيابة صفد، فباشرها بعفة إلى الغاية، ثم نقله من نيابة صفد إلى نيابة غزة، فلما مات الناصر وأقيم من بعده ابنه الملك المنصور أبو بكر، وخلع بالأشرف كجك وجاء الفخريّ لحصار الكرك، قام آق سنقر بنصرة أحمد ابن السلطان في الباطن، وتوجه الفخريّ إلى دمشق لما توجه الطنبغا إلى حلب ليطرد طشتمر نائب حلب، فاجتمع به وقوّي عزمه، وقال له توجه أنت إلى دمشق واملكها وأنا أحفظ لك غزة، وقام في هذه الواقعة قياما عظيما وأمسك الدروب، فلم يحضر أحد من الشام أو مصر من البريد وغيره إلّا وقبض عليه وحمل إلى الكرك، وحلف الناس للناصر أحمد، وقام بأمره ظاهرا وباطنا، ثم جاء إلى الفخريّ وهو على خان لاجين وقوّي عزمه وعضذه، وما زال عنده بدمشق إلى أن جاء الطنبغا من حلب والتقوا، وهرب الطنبغا فاتبعه اق سنقر إلى غزة وأقام بها، ووصلت العساكر الشامية إلى مصر، فلما أمسك الناصر أحمد طشتمر النائب وتوجه به إلى الكرك، أعطى نيابة ديار مصر لآق سنقر، فباشر النيابة وأحمد في الكرك إلى أن ملك الملك الصالح إسماعيل بن محمد، فأقرّه على النيابة وسار فيها سيرة مشكورة، فكان لا يمنع أحدا شيئا طلبه كائنا من كان، ولا يردّ سائلا يسأل ولو كان ذلك غير ممكن، فارتزق الناس في أيامه واتسعت أحوالهم، وتقدّم من كان متأخرا حتى كان الناس يطلبون ما لا حاجة لهم به، ثم إن الصالح أمسكه هو وبيغرا أمير جاندار، وأولاجا الحاجب، وقراجا الحاجب، من أجل أنهم نسبوا إلى الممالاة والمداجاة مع الناصر أحمد، وذلك يوم الخميس رابع المحرّم سنة أربع وأربعين وسبعمائة، وكان ذلك آخر العهد به، واستقرّ بعده في النيابة الحاج آل ملك، ثم أفرج عن بيغرا، وأولاجا، وقراجا في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وسبعمائة.

[جامع آل ملك]

هذا الجامع في الحسينية خارج باب النصر، أنشأه الأمير سيف الدين الحاج آل ملك، وكمل وأقيمت فيه الخطبة يوم الجمعة تاسع جمادى الأول سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، وهو من الجوامع المليحة، وكانت خطته عامرة بالمساكن وقد خربت.

<<  <  ج: ص:  >  >>