من رأس الخرّاطين إلى سوق الخيميين، والجامع الأزهر.
قال ابن المأمون: في شوّال سنة ست عشرة وخمسمائة، ثم أنشأ، يعني المأمون بن البطائحيّ، وزير الخليفة الآمر بأحكام الله دار الوكالة بالقاهرة المحروسة، لمن يصل من العراقيين والشاميين وغيرهما من التجار، ولم يسبق إلى ذلك.
[ذكر مصلى العيد]
وكان في شرقيّ القصر الكبير مصلى العيد من خارج باب النصر، وهذا المصلى بناه القائد جوهر لأجل صلاة العيد في شهر رمضان سنة: ثمان وخمسين وثلثمائة، ثم جدّده العزيز بالله، وبقي بقي إلى الآن بعض هذا المصلى، واتخذ في جانب منه موضع مصلى الأموات اليوم.
[ذكر هيئة صلاة العيد وما يتعلق بها]
قال ابن زولاق: وركب المعز لدين الله، يوم الفطر لصلاة العيد إلى مصلى القاهرة التي بناها القائد جوهر، وكان محمد بن أحمد بن الأدرع الحسنيّ، قد بكر وجلس في المصلى تحت القبة في موضع، فجاء الخدم وأقاموه، وأقعدوا موضعه أبا جعفر مسلما، وأقعدوه هو دونه، وكان أبو جعفر مسلم، خلف المعز عن يمينه، وهو يصلي وأقبل المعز في زيه وبنوده وقبابه، وصلى بالناس صلاة العيد تامّة طويلة، قرأ في الأولى بأمّ الكتاب، وهل أتاك حديث الغاشية، ثم كبر بعد القراءة، وركع فأطال، وسجد فأطال، أنا سبحت خلفه في كل ركعة، وفي كل سجدة نيفا وثلاثين تسبيحة.
وكان القاضي النعمان بن محمد يبلغ عنه التكبير، وقرأ في الثانية بأمّ الكتاب، وسورة والضحى، ثم كبر أيضا بعد القراءة، وهي صلاة جدّه عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وأطال أيضا في الثانية الركوع والسجود، أنا سبحت خلفه نيفا وثلاثين تسبيحة في كل ركعة، وفي كل سجدة، وجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في كل سورة، وأنكر جماعات يتوسمون بالعلم قراءة قبل التكبير لقلة علمهم، وتقصيرهم في العلوم.
حدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا عمر بن شيبة، ثنا عبد الله، ورجاء عن إسرائيل، عن أبي إسحاق عن الحارث عن عليّ عليه السلام: أنه كان يقرأ في صلاة العيد قبل التكبير، فلما فرغ المعز من الصلاة، صعد المنبر وسلم على الناس يمينا وشمالا، ثم ستر بالسترين اللذين كانا على المنبر، فخطب وراءهما على رسمه، وكان في أعلى درجة من المنبر وسادة ديباج مثقل، فجلس عليها بين الخطبتين، واستفتح الخطبة: ببسم الله الرحمن الرحيم، وكان معه على المنبر القائد جوهر، وعمار بن جعفر، وشفيع صاحب المظلة، ثم قال: الله أكبر الله أكبر واستفتح بذلك، وخطب وأبلغ، وأبكى الناس، وكانت خطبة بخشوع