قال الأزهريّ: كنيسة اليهود جمعها كنائس، وهي معرّبة أصلها كنشت. انتهى. وقد نطقت العرب بذكر الكنيسة. قال العباس بن مرداس السلميّ:
بدورون بي في ظل كلّ كنيسة ... وما كان قومي يبنون الكنائسا
وقال ابن قيس الرقيات: كأنها دمية مصوّرة في بيعة من كنائس الروم.
كنيستا الخندق: ظاهر القاهرة، إحداهما على اسم غبريال الملاك، والأخرى على اسم مرقوريوس، وعرفت برويس، وكان راهبا مشهورا بعد سنة ثمانمائة، وعند هاتين الكنيستين يقبر النصارى موتاهم، وتعرف بمقبرة الخندق، وعمرت هاتان الكنيستان عوضا عن كنائس المقس في الأيام الإسلامية.
كنيسة حارة زويلة بالقاهرة: كنيسة عظيمة عند النصارى اليعاقبة، وهي على اسم السيدة، وزعموا أنها قديمة تعرف بالحكيم زايلون، وكان قبل الملة الإسلامية بنحو مائتين وسبعين سنة، وأنه صاحب علوم شتى، وأن له كنزا عظيما يتوصل إليه من بئر هناك.
كنيسة تعرف بالمغيئة: بحارة الروم من القاهرة على اسم السيدة مريم، وليس لليعاقبة بالقاهرة سوى هاتين الكنيستين، وكان بحارة الروم أيضا كنيسة أخرى يقال لها كنيسة بربارة هدمت في سنة ثمان عشرة وسبعمائة، وسبب ذلك أن النصارى رفعوا قصة للسلطان الملك الناصر محمد بن قلاون يسألون الإذن في إعادة ما تهدّم منها، فأذن لهم في ذلك فعمروها أحسن ما كانت، فغضبت طائفة من المسلمين ورفعوا قصة للسلطان بأن النصارى أحدثوا بجانب هذه الكنيسة بناء لم يكن فيها، فرسم للأمير علم الدين سنجر الخازن، والي القاهرة بهدم ما جدّدوه، فركب وقد اجتمع الخلائق، فبادروا وهدموا الكنيسة كلها في أسرع وقت، وأقاموا في موضعها محرابا وأذنوا وصلوا وقرؤا القرآن، كل ذلك بأيديهم، فلم تمكن معارضتهم خشية الفتنة، فاشتدّ الأمر على النصارى وشكوا أمرهم للقاضي كريم الدين ناظر الخاص، فقام وقعد غضبا لدين أسلافه، وما زال بالسلطان حتى رسم بهدم المحراب فهدم، وصار موضعه كوم تراب ومضى الحال على ذلك.
كنيسة بومنا: هذه الكنيسة قريبة من السدّ فيما بين الكيمان بطريق مصر، وهي ثلاث كنائس متجاورة، إحداها لليعاقبة، والأخرى للسريان، وأخرى للأرمن، ولها عيد في كل سنة تجتمع إليه النصارى.
كنيسة المعلقة: بمدينة مصر في خط قصر الشمع، على اسم السيدة، وهي جليلة القدر عندهم، وهي غير القلاية التي تقدّم ذكرها.