ولى سابق الدين تقدمة المماليك بعد الطواشي شرف الدين مختصر الطغتمريّ، في صفر سنة ثلاث وستين وسبعمائة، ثم تنكر عليه الأمير يلبغا الخاصكيّ القائم بدولة الملك الأشرف شعبان بن حسين وضربه ستمائة عصا وسجنه ونفاه إلى أسوان، في آخر شهر ربيع الأوّل سنة ثمان وستين، فلم يكن غير قليل حتى قتل الأمير يلبغا، فاستدعي الأشرف سابق الدين من قوص، وصرف ظهير الدين مختارا المعروف بشاذروان عن التقدمة، وأعاده إليها، فاستمرّ إلى أن مات سنة ست وسبعين وسبعمائة.
[المدرسة القيسرانية]
هذه المدرسة بجوار المدرسة الصاحبية بسويقة الصاحب، فيما بينها وبين باب الخوخة، كانت دارا يسكنها القاضي الرئيس شمس الدين محمد بن إبراهيم القيسرانيّ أحد موقعي الدست بالقاهرة، فوقفها قبل موته مدرسة، وذلك في ربيع الأوّل سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، وتوفي سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، وكان حشما كبير الهمة، سعى بالأمير سيف الدين بهادر الدمرداشيّ في كتابة السرّ بالقاهرة، مكان علاء الدين عليّ بن فضل الله العمريّ، فلم يتم ذلك، ومات الأمير بهادر فانحط جانبه، وكانت دنياه واسعة جدّا، وله عدّة مماليك يتوصل بهم إلى السعي في أغراضه عند أمراء الدولة، وكان ينسب إلى شح كبير.
[المدرسة الزمامية]
هذه المدرسة بخط رأس البندقانيين من القاهرة، فيما بين البندقانيين وسويقة الصاحب، بناها الأمير الطواشي زين الدين مقبل الروميّ، زمام الآدر الشريفة للسلطان الظاهر برقوق في سنة سبع وتسعين وسبعمائة، وجعل بها درسا وصوفية ومنبرا يخطب عليه في كل جمعة، وبينها وبين المدرسة الصاحبية دون مدى الصوت، فيسمع كلّ من صلّى بالموضعين تكبير الآخر، وهذا وأنظاره بالقاهرة من شنيع ما حدث في غير موضع، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم على إزالة هذه المبتدعات.
[المدرسة الصغيرة]
هذه المدرسة فيما بين البندقانيين وطواحين الملحيين، ويعرف خطها ببيت محب الدين ناظر الجيوش، ويعرف أيضا بخط بين العواميد، بنتها الست أيديكن زوجة الأمير سيف الدين بكجا الناصريّ، في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة.
مدرسة تربة أمّ الصالح
هذه المدرسة بجوار المدرسة الأشرفية بالقرب من المشهد النفيسيّ، فيما بين القاهرة