هذه الزاوية خارج باب النصر من القاهرة، أنشأها الشيخ نصر بن سليمان أبو الفتح المنبجيّ الناسك القدوة، وحدّث بها عن إبراهيم بن خليل وغيره، وكان فقيها معتزلا عن الناس متخليا للعبادة، يتردّد إليه أكابر الناس وأعيان الدولة، وكان للأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير فيه اعتقاد كبير، فلما ولي سلطنة مصر أجلّ قدره وأكرم محله، فهرع الناس إليه وتوسلوا به في حوائجهم، وكان يتغالى في محبة العارف محيى الدين محمد بن عربي الصوفيّ، ولذلك كانت بينه وبين شيخ الإسلام أحمد بن تيمية مناكرة كبيرة، ومات رحمه الله عن بضع وثمانين سنة، في ليلة السابع والعشرين من جمادى الآخرة، سنة تسع عشرة وسبعمائة ودفن بها.
زاوية الخدّام
هذه الزاوية خارج باب النصر، فيما بين شقة باب الفتوح من الحسينية وبين شقة الحسينية خارج باب النصر، أنشأها الطواشي بلال الفرّاجيّ وجعلها وقفا على الخدّام الحبش الأجناد، في سنة سبع وأربعين وستمائة.
[زاوية تقي الدين]
هذه الزاوية تحت قلعة الجبل، أنشأها الملك الناصر محمد بن قلاون بعد سنة عشرين وسبعمائة، لسكنى الشيخ تقيّ الدين رجب بن أشيرك العجميّ، وكان وجيها محترما عند أمراء الدولة، ولم يزل بها إلى أن مات يوم السبت ثامن شهر رجب سنة أربع عشرة وسبعمائة، وما زالت منزلا لفقراء العجم إلى وقتنا هذا.
[زاوية الشريف مهدي]
هذه الزاوية بجوار زاوية الشيخ تقيّ الدين المذكور، بناها الأمير صرغتمش في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة.
[زاوية الطراطرية]
هذه الزاوية بالقرب من موردة البلاط، بناها الملك الناصر محمد بن قلاون بوساطة القاضي شرف الدين النشو ناظر الخاص برسم الشيخين الأخوين محمد وأحمد المعروفين بالطراطرية، في سنة أربعين وسبعمائة، وكانا من أهل الخير والصلاح، ونزلا أوّلا في مقصورة بالجامع الأزهر، فعرفت بهما، ثم عرفت بعدهما بمقصورة الحسام الصفديّ والد