وجدوا، فاعترفوا بأن خمسة منهم هم الرسل الواصلون بالمال فصلبوا.
وأما المال وهو ألفا دينار، فإنّ الخليفة أبى قبوله، وأمر أن ينفق في السودان عبيد الشراء، وأحضر من بيت المال نظير المبلغ، وتقدّم بأن يصاغ به قنديلان من ذهب، وقنديلان من فضة، وأن يحمل منها قنديل ذهب، وقنديل فضة إلى مشهد الحسين بثغر عسقلان، وقنديل إلى التربة المقدّسة تربة الأئمة بالقصر، وأمر الوزير المأمون: بإطلاق ألفي دينار من ماله، وتقدّم بأن يصاغ بها قنديل ذهب، وسلسلة فضة برسم المشهد العسقلانيّ، وأن يصاغ على المصحف الذي بخط أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بالجامع العتيق بمصر من فوق الفضة ذهب، وأطلق حاصل الصناديق التي تشتمل على مال النجاوي برسم الصدقات عشرة آلاف درهم تفرّق في الجوامع الثلاثة: الأزهر بالقاهرة، والعتيق بمصر، وجامع القرافة، وعلى فقراء المؤمنين على أبواب القصور، وأطلق من الاهراء ألفي أردب قمحا، وتصدّق على عدّة من الجهات بجملة كثيرة، واشتريت عدّة جوار من الحجر، وكتب عتقهن للوقت، وأطلق سراحهن، وقال في كتاب الذخائر: إنّ الأتراك طلبوا من المستنصر نفقة في أيام الشدّة، فماطلهم وإنهم هجموا على التربة المدفون فيها أجداده، فأخذوا ما فيها من قناديل الذهب وكانت قيمة ذلك، مع ما اجتمع إليه من الآلات الموجودة هناك مثل المداخن، والمجامر وحلي المحاريب وغير ذلك خمسين ألف دينار.
القصر النافعيّ «١»
قال ابن عبد الظاهر: القصر النافعيّ قرب التربة يقرب من جهة السبع خوخ كان فيه عجائز من عجائز القصر وأقارب الأشراف انتهى.
وموضع هذا القصر اليوم فندق المهمندار الذي يدق فيه الذهب، وما في قبليه من خان منجك، ودار خواجا عبد العزيز المجاورة للمسجد الذي بحذاء خان منجك، وما بجوار دار خواجا من الزقاق المعروف: بدرب الحبشيّ، وكان حدّ هذا القصر الغربيّ ينتهي إلى الفندق الذي بالخيميين المعروف قديما: بخان منكورس، ويعرف اليوم: بخان القاضي، واشترى بعض هذا القصر لما بيع بعد زوال الدولة، الأمير ناصر الدين عثمان بن سنقر الكامليّ المهمندار الذي يعرف: بفندق المهمندار بعد أن كان اصطبلا له، واشترى بعضه الأمير حسام الدين لاجين الإيدمري المعروف: بالدر قيل دوادار الملك الظاهر بيبرس، وعمّره اصطبلا، ودارا، وهي الدار التي تعرف اليوم: بخواجا عبد العزيز على باب درب الحبشي، ثم عمل الإصطبل الخان الذي يعرف اليوم: بخان منجك، وابتنى الناس في مكان درب