للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفاطمية، فأزال الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف بن أيوب أشجاره ونخله، وجعله ميدانا. ثم حكر وصارت فيه عدّة مساكن، وهو الآن خراب يباب، لا يأويه إلّا البوم والرخم.

حكر خطلبا: هذا الحكر حدّه القبليّ إلى الخليج، وحدّه البحريّ إلى الكوم الفاصل بينه وبين حكر الأوسية، المعروف بالجاوليّ، وحدّه الشرقيّ إلى بستان الجليس الذي عرف بابن منقذ، والحدّ الغربيّ إلى زقاق هناك. وكان هذا الحكر بستانا اشتراه جمال الدين الطواشيّ «١» ، من جمال الدين عمر بن ناصح الدين داود بن إسماعيل الملكيّ الكامليّ، في سنة ست عشرة وستمائة. ثم ابتاعه منه الطواشيّ محي الدين صندل الكامليّ في سنة عشرين وستمائة، وباعه الأمير الفارس صارم الدين خطلبا الكامليّ في سنة إحدى وعشرين وستمائة فعرف به.

وهو خطلبا بن موسى الأمير صارم الدين الفارسيّ التبتي الموصليّ الكامليّ، استقرّ في ولاية القاهرة سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة في أيام السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، ثم أضيفت له ولاية الفيوم في سنة سبع وسبعين وخمسمائة، ثم صرف عنها وسار متسلمة إلى اليمن ليتسلمها، فتسلمها في جمادى الأولى، وسار هو في سادس شوال منها واليا على مدينة زبيد باليمن، ومعه خمسمائة رجل، ورفيقه الأمير باخل، فبلغت النفقة عليه عشرين ألف دينار، وكتب للطواشية بنفقة عشرة دنانير لكل منهم على اليمن، فأقام باليمن مدّة، ثم قدم إلى القاهرة وصار من أصحاب الأمير فخر الدين جهاركس، وتأخر إلى أيام الملك الكامل، وصار من أمرائه بالقاهرة إلى أن مات في ثالث شعبان سنة خمس وثلاثين وستمائة.

حكر ابن منقذ: هذا الحكر خارج باب القنطرة بعدوة خليج الذكر، وكان بستانا يعرف ببستان الشريف الجليس، ويعرف أيضا بالبطائحيّ، ثم عرف بالأمير سيف الدولة مبارك بن كامل بن منقذ، نائب الملك المعز سيف الإسلام ظهير الدين طفتكين بن نجم الدين أيوب بن شادي على مملكة اليمن، وانتقل بعد ابن منقذ إلى الشيخ عبد المحسن بن عبد العزيز بن عليّ المخزوميّ، المعروف بابن الصيرفيّ، فوقفه على جهات تؤول أخيرا إلى الفقراء والمساكين المقيمين بمشهد السيدة نفيسة، والفقراء والمساكين المعتقلين في حبوس القاهرة، في سنة ثلاث وأربعين وستمائة، ثم أزيلت أنشاب هذا البستان وحكرت أرضه وبنيت الدور والمساكن عليها، وهو الآن خراب.

حكر فارس المسلمين بدر بن رزيك: هذا الحكر تجاه منظرة اللؤلؤة، كان من جملة

<<  <  ج: ص:  >  >>