على حين أعيى المسلمين فكاكها ... وقالوا سجون المشركين قبورها
الفداء الثاني: كان في خلافة الرشيد أيضا باللامش في سنة اثنتين وتسعين ومائة، وملك الروم تقفور، وكان القائم به ثابت بن نصر بن مالك الخزاعيّ أمير الثغور الشامية، حضره ألوف من الناس، وكانت عدّة من فودي به من المسلمين في سبعة أيام ألفين وخمسمائة من ذكر وأنثى.
الفداء الثالث: وقع في خلافة الواثق باللامش، في المحرّم سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وملك الروم ميخائيل بن نوفيل، وكان القائم به خاقان التركي، وعدّة من فودي به من المسلمين في عشرة أيام أربعة آلاف وثلاثمائة واثنان وستون من ذكر وأنثى، وحضر مع خاقان أبو رملة، من قبل قاضي القضاة أحمد بن أبي داود يمتحن الأسرى وقت المفاداة، فمن قال منهم بخلق القرآن فودي به وأحسن إليه، ومن أبى ترك بأرض الروم، فاختار جماعة من الأسرى الرجوع إلى أرض النصرانية على القول بذلك، وخرج من الأسرى مسلم بن أبي مسلم الحرمي، وكان له محل في الثغور، وكتب مصنفه في أخبار الروم وملوكهم وبلادهم، فنالته محن على القول بخلق القرآن ثم تخلص.
الفداء الرابع: في خلافة المتوكل على الله باللامش أيضا، في شوّال سنة إحدى وأربعين ومائتين، والملك ميخائيل، وكان القائم به سيف خادم المتوكل، وحضر معه جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ القاضي، وعليّ بن يحيى الأرمنيّ أمير الثغور الشامية، وكانت عدّة من فودي به من المسلمين في سبعة أيام ألفي رجل ومائة امرأة، وكان مع الروم من النصارى المأسورين من أرض الإسلام مائة رجل ونيف، فعوّضوا مكانهم عدّة أعلاج، إذ كان الفداء لا يقع على نصرانيّ ولا ينعقد.
الفداء الخامس: في خلافة المتوكل، وملك الروم ميخائيل أيضا باللامش، مستهل صفر سنة ست وأربعين ومائتين، وكان القائم به عليّ بن يحيى الأرمنيّ أمير الثغور، ومعه نصر بن الأزهر الشيعيّ من شيعة بني العباس، المرسل إلى الملك في أمر الفداء من قبل المتوكل، وكانت عدّة من فودي به من المسلمين في سبعة أيام ألفين وثلاثمائة وسبعة وستين من ذكر وأنثى.
الفداء السادس: كان في أيام المعتز، والملك على الروم بسيل، على يد شفيع الخادم في سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
الفداء السابع: في خلافة المعتضد باللامش، في شوّال سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وملك الروم اليون بن بسيل، وكان القائم به أحمد بن طغان أمير الثغور الشامية وانطاكية، من قبل الأمير أبي الجيش خماوريه بن أحمد بن طولون، وكانت الهدنة لهذا الفداء وقعت