فيه صدع تأتيه البوقيرات في يوم من السنة كان معروفا، فتعرض أنفسها على الصدع، فكلما أدخل بوقير منها منقاره في الصدع مضى لطيته، فلا تزال تفعل ذلك حتى يلقتي الصدع على بوقير منها فيحبسه، وتمضي كلها ولا يزال ذلك الذي تحبسه معلقا حتى يتساقط. قال مؤلفه رحمه الله تعالى: وقد بطل هذا. في جملة ما بطل.
دير أبي هرمينة: بحريّ فاو الخراب، وبحريه بربافاو، وهي مملوءة كتبا وحكما، وبين دير الطين وهذا الدير نحو يومين ونصف، وأبو هرمينة هذا من قدماء الرهبان المشهورين عند النصارى.
دير السبعة جبال باخميم: هذا الدير داخل سبعة أودية، وهو دير عال بين جبال شامخة، ولا تشرق عليه الشمس إلّا بعد ساعتين من الشروق لعلوّ الجبل الذي هو في لحفه، وإذا بقي للغروب نحو ساعتين خيل لمن فيه أن الشمس قد غابت وأقبل الليل، فيشعلون حينئذ الضوء فيه، وعلى هذا الدير من خارجه عين ماء تظلها صفصافة، ويعرف هذا الموضع الذي فيه دير الصفصافة بوادي الملوك، لأن فيه نباتا يقال له الملوكة، وهو شبه الفجل، وماؤه أحمر قان يدخل في صناعة علم أهل الكيمياء، ومن داخل هذا الدير دير القرقس:
وهو في أعلى جبل، قد نقر فيه، ولا يعلم له طريق، بل يصعد إليه في نقور في الجبل، ولا يتوصل إليه إلّا كذلك، وبين دير الصفصافة ودير القرقس ثلاث ساعات، وتحت دير القرقس عين ماء عذب وأشجار بان.
دير صبرة: في شرقيّ اخميم، عرف بعرب يقال لهم بني صبرة، وهو على اسم ميخائيل الملك، وليس به غير راهب واحد.
دير أبي بشادة الأسقف: قريب من ناحية انقه، وهو بالحاجر، وتجاهه في الغرب منشأة اخميم، وكان أبو بشادة هذا من علماء النصارى.
دير بوهر الراهب: ويعرف بدير سوادة، وسوادة عرب تنزل هناك، وهو قبالة منية بني خصيب، خرّبته العرب، وهذه الأديرة كلها في الشرق من النيل، وجميعها لليعاقبة، وليس في الجانب الشرقيّ الآن سواها، وأما الجانب الغربيّ من النيل فإنه كثير الديارات لكثرة عمارته.
دير دموة بالجيزة: وتعرف بدموة السباع، وهو على اسم قزمان ودميان، وهو دير لطيف، وتزعم النصارى أن بعض الحكماء كان يقال له سبع أقام بدموة، وأن كنيسة دموة التي بأيدي اليهود الآن كانت ديرا من ديارات النصارى، فابتاعته منهم اليهود في ضائقة نزلت بهم، وقد تقدّم ذكر كنيسة دموة وقزمان ودميان من حكماء النصارى ورهبانهم العباد، ولهما أخبار عندهم.