إلى الساعة السادسة من النهار، ثم كشفوا الطابق عن البئر فإذا بها قد فاض ماؤها ثم ينزل، فحيث وصل الماء قاسوا منه إلى موضع استقرّ فيه الماء، فما بلغ كانت زيادة النيل في تلك السنة من الأذرع.
دير سدمنت: على جانب المنهي بالحاجر بين الفيوم والريف على اسم بوجرج، وقد ضعفت أحواله عما كان عليه وقل ساكنه.
دير النقلون: ويقال له دير الخشبة، ودير غبريال الملك، وهو تحت مغارة في الجبل الذي يقال له طارف الفيوم، وهذه المغارة تعرف عندهم بمظلة يعقوب، يزعمون أن يعقوب عليه السلام لما قدم مصر كان يستظل بها، وهذا الجبل مطلّ على بلدين يقال لهما اطفيح شيلا، وشلا. ويملأ الماء لهذا الدير من بحر المنهي ومن تحت دير سدمنت، ولهذا الدير عيد يجتمع فيه نصارى الفيوم وغيرهم، وهو على السكة التي تنزل إلى الفيوم ولا يسكلها إلّا القليل من المسافرين.
دير القلمون: هذا الدير في برّية تحت عقبة القلمون، يتوصل المسافر منها إلى الفيوم، يقال لها عقبة الغريق، وبني هذا الدير على اسم صمويل الراهب، وكان في زمن الفترة ما بين عيسى ومحمد صلّى الله عليه وسلّم، ومات في ثامن كيهك، وفي هذا الدير نخل كثير يعمل من تمره العجوة، وفيه أيضا شجر البلخ، ولا يوجد إلّا فيه، وثمره بقدر الليمون، طعمه حلو في مثل طعم الرامخ، ولنواه عدّة منافع، وقال أبو حنيفة في كتاب النبات: ولا ينبت اللبخ إلّا بأنصنا، وهو عود تنشر منه ألواح السفن، وربما أرعف ناشرها، ويباع اللوح منها بخمسين دينارا ونحوها، وإذا شدّ لوح منها بلوح وطرحا في الماء سنة التأما وصارا لوحا واحدا، وفي هذا الدير قصران مبنيان بالحجارة، وهما عاليان كبيران لبياضهما إشراق، وفيه أيضا عين ماء تجري، وفي خارجه عين أخرى، وبهذا الوادي عدّة معابد قديمة، وثمّ واد يقال له الأميلح فيه عين ماء تجري ونخيل مثمرة تأخذ العرب ثمرها، وخارج هذا الدير ملّاحة يبيع رهبان الدير ملحها فيعم تلك الجهات.
دير السيدة مريم: خارج طنبدى، ليس فيه سوى راهب واحد وهو على غير الطريق المسلوك، وكان بأعمال البهنسا عدّة ديارات خربت.
دير برقانا: بحريّ بني خالد، وهو مبنيّ بالحجر وعمارته حسنة، وهو من أعمال المنية، وكان به في القديم ألف راهب، وليس به الآن سوى راهبين، وهو في الحاجر تحت الجبل.
دير بالوجه: على جنب المنهي، وهو لأهل دلجة، وهو من الأديرة الكبار، وقد خرب حتى لم يبق به سوى راهب أو راهبين، وهو بإزاء دلجة بينه وبينها نحو ساعتين.