فقال البراهمة من الهند في ذلك قولا غريبا، وهو ما حكاه عنهم الأستاذ أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني في كتاب القانون المسعوديّ: إنهم يسمون الطبيعة باسم ملك يقال له: إبراهيم، ويزعمون أنه محدث محصور الموت بين مبدأ وانتهاء عمره كعمرها مائة سنة برهموية، كل سنة منها ثلثمائة وستون يوما زمان النهار، منها بقدر مدّة دوران الأفلاك، والكواكب لإثارة الكون والفساد، وهذه المدّة بقدر ما بين كل اجتماعين للكواكب السبعة في أوّل برج الحمل بأوجاتها، وجوز هراتها، ومقدارها: أربعة آلاف ألف سنة، وثلثمائة ألف ألف سنة وعشرون ألف ألف سنة شمسية، وهو زمان اثني عشر ألف دورة للكواكب الثابتة على أنّ زمان الدورة الواحدة، ثلثمائة ألف سنة وستون ألف سنة شمسية، واسم هذا النهار بلغتهم الكلية، وزمان الليل عندهم كزمان النهار، وفي الليل تسكن المتحرّكات، وتستريح الطبيعة من إثارة الكون والفساد، ثم يثور في مبدأ اليوم الثاني بالحركة والتكوّن، فيكون زمان اليوم بليلته من سني الناس، ثمانية آلاف ألف سنة وستمائة ألف ألف سنة وأربعين ألف ألف سنة، فإذا ضربنا ذلك في ثلثمائة وستين تبلغ سنو أيام السنة البرهموية، ثلاثة آلاف ألف ألف ألف سنة، وعشرة آلاف ألف ألف سنة، وأربعمائة ألف ألف سنة شمسية، فإذا ضربناها في مائة يبلغ عمر الملك الطبيعيّ البرهمويّ من سني الناس، ثلثمائة ألف ألف ألف ألف سنة، وأحد عشر ألف ألف ألف سنة وأربعين ألف ألف سنة شمسية، فإذا تمت هذه السنون بطل العالم عن الحركة، والتكوين ما شاء الله، ثم يستأنف من جديد على الوضع المذكور.
وقسموا زمان النهار المذكور إلى تسع وعشرين قطعة، سموا كل أربع عشرة قطعة منها نوبا، وسموا الخمس عشرة قطعة الباقية فصولا، وجعلوا كل نوبة محصورة بين فصلين، وكل فصل محصورا بين نوبتين، وقدّموا زمان الفصل على النوبة إلى تمام المدّة، وزمان الفصل هو خمسا الدور والدور جزء من ألف جزء من المدّة، فإذا قسمنا المدّة على ألف تحصل زمان الدور، أربعة آلاف ألف سنة، وثمانية وعشرون ألف سنة، وزمان النوبة عندهم أحد وسبعون دورا مقدارها من السنين ثلثمائة ألف ألف سنة، وستة آلاف ألف سنة وسبعمائة ألف سنة وعشرون ألف سنة.
وقد قسّموا الدور أيضا بأربع قطع، أوّلها أعظمها، وهي مدّة الفصل المذكور وثانيها ثلاثة أرباع الفصل، ومدّتها ألف ألف سنة، ومائتا ألف سنة وستة وتسعون ألف سنة، وثالثها نصف الفصل، ومدّته ثمانمائة ألف سنة وأربعة وستون ألف سنة، ورابعها ربع الفصل، وهو عشر الدور المذكور، ومدّته أربعمائة ألف سنة واثنان وثلاثون ألف سنة.
ولكل واحد من هذه القطع الأربع اسم يعرف به، فاسم القطعة الرابعة عندهم، كلكال