فإذا عرفت هذا من حسابهم، فاعلم أنّ عمر العالم عندهم ثلثمائة ألف ونّ وستون ألف ونّ، وكل ونّ: عشرة آلاف سنة. مضى من ذلك إلى أوّل سنة ثلاث وثلاثين وستمائة ليزدجرد، وهي دور: شانكون الأعظم: ثمانية آلاف ونّ وثمانمائة ونّ وثلاثة وستون ونا، وتسعة آلاف وسبعمائة، وأربعون سنة، فتكون المدّة العظمى على هذا: ثلاثة آلاف ألف ألف ألف ألف سنة وستمائة ألف ألف ألف ألف سنة بهذه الصورة ٣٦٠٠٠٠٠٠٠٠ والماضي منها إلى السنة المذكورة: ثمانية، وثمانون ألف ألف سنة وستمائة ألف سنة وتسعة وثلاثون ألف سنة، وسبعمائة سنة وأربعون سنة بهذه الصورة ٨٨٦٣٩٧٤٠ ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله.
وإنما ذكرت طرفا من حساب سني البراهمة، وطرفا من حساب سني الخطا والايعز المستخرج من حساب الصين ليعلم المنصف أنّ ذلك لم يضعه حكماؤهم عبثا، ولأمر ما جدع قصير أنفه، وكم من جاهل بالتعاليم إذا سمع أقوالهم في مدّة سني العالم يبادر إلى تكذيبهم من غير علم بدليلهم عليه، وطريق الحق أن يتوقف، فيما لا يعلمه حتى يتبين أحد طرفيه فيرجحه على الآخر، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
وقال أصحاب السند هند: ومعناه: الدهر الداهر أنّ الكواكب وأوجاتها وجوز هراتها تجتمع كلها في أوّل برج الحمل عند كل أربعة آلاف ألف ألف سنة وثلثمائة ألف ألف سنة وعشرين ألف ألف سنة شمسية، وهذه مدّة سني العالم.
قالوا: وإذا جمعت برأس الحمل فسدت المكوّنات الثلاث التي يحويها عالم الكون والفساد المعبر عنه بالحياة الدنيا، وهذه المكوّنات هي: المعدن والنبات والحيوان، فإذا فسدت بقي العالم السفليّ خرابا دهرا طويلا إلى أن تتفرّق الكواكب، والأوجات والجوزهرات في بروج الفلك، فإذا تفرّقت فيها بدأ الكون بعد الفساد، فعادت أحوال العالم السفليّ إلى الأمر الأوّل، وهذا يكون عودا بعد بدء إلى غير نهاية، قالوا: ولكل واحد من الكواكب والأوجات والجوزهرات عدّة أدوار في هذه المدّة يدل كل دور منها على شيء من المكوّنات، كما هو مذكور في كتبهم مما لا حاجة بنا هنا إلى ذكره، وهذا القول منتزع من قول البراهمة الذي تقدّم ذكره.
وقال أصحاب الهازروان من قدماء الهند: إنّ كل ثلثمائة ألف سنة وستين ألف سنة شمسية: يهلك العالم بأسره ويبقى مثل هذه المدّة، ثم يعود بعينه، ويعقبه البدل، وهكذا أبدا يكون الحال لا إلى نهاية.
قالوا: ومضى من أيام العالم المذكورة إلى طوفان نوح عليه السلام: مائة ألف وثمانون ألف سنة شمسية.