بعض العنب ويطيب التوت الأسود، ويقطف جمهور العسل، فتكون رياحه قليلة والتين يكون فيه أطيب منه في سائر الشهور، وفيه يطلع النخل، وفيه يستخرج تمام نصف الخراج مما بقي بعد المساحة.
أبيب: في سابعه أوّل تموز، وفي عاشره آخر قطع الخشب، وفي حادي عشره يطلع الفجر بالذراع «١» ، وثاني عشره ابتداء تعطين الكتان، وفي خامس عشره يقلّ ماء الآبار، وتدرك الفواكه، ويموت الدود، وفي حادي عشريه تحل الشمس بأوّل برج الأسد، وتذهب البراغيث ويبرد باطن الأرض، وتهيج أوجاع العين، وفي خامس عشريه يطلع الفجر بالنثرة «٢» ، وفي سادس عشريه تطلع الشعرى «٣» العبور اليمانية.
وفي هذا الشهر أكثر ما يهب من الرياح الشمال، ويكثر فيه العنب، ويجود، وفيه يطيب التين المقرون بمجيء العنب، ويتغير البطيخ العبدليّ، وتقل حلاوته، وتكثر الكمثرى السكرية، ويطيب البلخ، وفيه يقطف بقايا عسل النحل، وتقوى زيادة ماء النيل، فيقال: في أبيب يدب الماء دبيب، وفيه ينقع الكتان بالمبلات، ويباع برسيم البذر برسم زراعة القرط والكتان، وفيه تدرك ثمرة العنب، ويحصد القرطم، وفيه تستتم ثلاثة أرباع الخراج.
مسرى: في سابعه يطلع الفجر بالطرف «٤» ، وفي ثامنه أوّل آب، وفي حادي عشره يجمع القطن، وفي رابع عشره يحمي الماء، ولا يبرد، وفي سابع عشره استكمال الثمار، وفي عشريه يطلع الفجر بالجبهة «٥» ، وفي حادي عشريه تحلّ الشمس برج السنبلة، وفي ثالث عشريه يتغير طعم الفاكهة لغلبة ماء النيل على الأرض، وفي خامس عشريه يكون آخر السموم، وفي تاسع عشريه يطلع سهيل «٦» بمصر.
وفي هذا الشهر يكون وفاء النيل ستة عشر ذراعا في غالب السنين، حتى قيل: إن لم يوف النيل في مسرى فانتظره في السنة الأخرى، وفيه يجري ماء النيل في خليج الإسكندرية، ويسافر فيه المراكب بالغلال والبهار والسكر، وسائر أصناف المتاجر، وفيه يكثر البسر، وكانوا يخرّصون النخل، ويخرجون زكاة الثمار في هذا الشهر عندما كانت الزكوات يجيبها السلطان من الرعية، وأكثر ما يهب في هذا الشهر ريح الشمال، وفيه يعصر قبط مصر الخمر، ويعمل الخل من العنب، وفيه يدرك الموز وأطيب ما يكون الموز بمصر في هذا الشهر، وفيه يدرك الليمون التفاحي، وكان من جملة أصناف الليمون بأرض مصر ليمون يقال له: التفاحيّ يؤكل بغير سكر لقلة حمضه، ولذة طعمه، وفيه يكون ابتداء إدراك الرّمان، وإذا انقضت أيام مسرى ابتدأت أيام النسيء ففي أوّلها ابتداء هيج النعام، وفي