عبد الله بن سعد «١» بن أبي سرح، واسمه الحسام بن الحارث بن حبيب بن جذيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤيّ، ولي من قبل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه، فجاءه الكتاب بالفيوم، فجعل لأهل أطواف جعلا فقدموا به الفسطاط، ثم إن منويل الخصيّ سار إلى الإسكندرية في سنة أربع وعشرين، فسأل أهل مصر: عثمان أن يردّ عمرو بن العاص لمحاربته، فردّه واليا على الإسكندرية، فحارب الروم بها حتى افتتحها، وعبد الله بن سعد مقيم بالفسطاط، حتى فتحت الإسكندرية الفتح الثاني عنوة في سنة خمس وعشرين، ثم جمع لعبد الله بن سعد أمير مصر صلاتها وخراجها، ومكث أميرا مدّة ولاية عثمان رضي الله عنه كلها، محمودا في ولايته، وغزا ثلاث غزوات كلها لها شأن، غزا إفريقية سنة سبع وعشرين، وقتل ملكها جرجير، وغزا غزوة الأساود حتى بلغ دنقلة في سنة إحدى وثلاثين، وغزا ذا الصواري في سنة أربع وثلاثين، فلقيهم قسطنطين بن هرقل في ألف مركب، وقيل: في سبعمائة مركب والمسلمون في مائتي مركب، فهزم الله الروم، وإنما سميت غزوة ذي الصواري لكثرة صواري المراكب، واجتماعها، ووفد على عثمان حين تكلم الناس بالطعن على عثمان، واستخلف عقبة بن عامر الجهنيّ، وقيل: السائب بن هشام العامريّ، وجعل على خراجها سليمان بن عتر التجيبي، وكان ذلك سنة خمس وثلاثين في رجب.
محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف. أمّر في شوال سنة خمس وثلاثين على عقبة بن عامر خليفة عبد الله بن سعد، فأخرجه من الفسطاط، ودعا إلى خلع عثمان، وأسعر البلاد، وحرّض على عثمان بكل شرّ يقدر عليه، فاعتزله شيعة عثمان، ونابذوه، وهم: معاوية بن خديج، وخارجة بن حذافة، وبسر بن أرطأة، ومسلمة بن مخلد في جمع كثير، وبعثوا إلى عثمان بأمرهم، وبصنيع ابن أبي حذيفة، فبعث سعد بن أبي وقاص: ليصلح أمرهم، فخرج إليه جماعة، فقلبوا عليه فسطاطه، وشجوه وسبوه، فركب وعاد راجعا، ودعا عليهم، وأقبل عبد الله بن سعد، فمنعوه أن يدخل، فانصرف إلى عسقلان، وقتل عثمان رضي الله عنه، وابن سعد بعسقلان، ثم أجمع ابن أبي حذيفة على بعث جيش إلى عثمان، فجهز إليه ستمائة رجل عليهم عبد الرحمن بن عديس البلويّ، ثم قتل عثمان في ذي الحجة منها، فثار شيعة عثمان بمصر، وعقدوا لمعاوية بن خديج «٢» ، وبايعوه على الطلب بدم عثمان، وساروا إلى الصعيد، فبعث إليهم ابن أبي حذيفة خيلا، فهزمت، ومضى ابن خديج إلى برقة، ثم رجع إلى الإسكندرية، فبعث