فولي: أبو عون ولايته الثانية من قبل صالح بن عليّ، ثم أفرده أبو جعفر بولايتها، وقدم أبو جعفر بيت المقدس، وكتب إلى أبي عون بأن يستخلف على مصر، ويخرج إليه، فاستخلف عكرمة على الصلاة، وعطاء على الخراج، وخرج للنصف من ربيع الأوّل سنة إحدى وأربعين ومائة، فلما صار إلى أبي جعفر ببيت المقدس، بعث أبو جعفر: موسى بن كعب فكانت ولاية أبي عون هذه ثلاث سنين، وستة أشهر.
فوليها: موسى بن كعب «١» بن عيينة ابن عائشة أبو عيينة من تميم من قبل أبي جعفر المنصور، وكان أحد نقباء بني العباس، فدخلها لأربع عشرة بقيت من ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائة على صلاتها وخراجها، ونزل العسكر وبها الناس من الجند يغدون، ويروحون إليه، كما كانوا يفعلون بالأمراء قبله، فانتهوا عنه حتى لم يكن أحد يلزم بابه، وكان قد اتهم في خراسان بأمر أبي مسلم، فأمر به أسد بن عبد الله البجليّ والي خراسان، فألجم بلجام، ثم كسرت أسنانه، فكان يقول بمصر كانت لنا أسنان وليس عندنا خبز، فلما جاء الخبز ذهبت الأسنان. وكتب إليه أبو جعفر: إني عزلتك من غير سخطة، ولكن بلغني أنّ غلاما يقتل بمصر يقال له: موسى، فكرهت أن تكونه، فكان ذلك موسى بن مصعب زمن المهديّ، كما يأتي إن شاء الله تعالى، فولي موسى بن كعب سبعة أشهر، وصرف في ذي القعدة، واستخلف على الجند ابن خاله ابن حبيب، وعلى الخراج نوفل بن الفرات، وخرج لست بقين منه.
فولي: محمد بن الأشعث بن عقبة الخزاعيّ من قبل أبي جعفر على الصلاة والخراج، وقدم لخمس خلون من ذي الحجة سنة إحدى وأربعين ومائة، وبعث أبو جعفر إلى نوفل بن الفرات: أن اعرض على محمد بن الأشعث ضمان خراج مصر، فإن ضمنه فأشهد عليه، واشخص إليّ، وإن أبى فاعمل على الخراج، فعرض عليه ذلك فأبى، فانتقل نوفل الدواوين، فافتقد ابن الأشعث الناس، فقيل له: هم عند صاحب الخراج، فندم على تسليمه، وعقد على جيش بعث به إلى المغرب لحربه فانهزم، وخرج ابن الأشعث يوم الأضحى سنة اثنتين وأربعين، وتوجه إلى الإسكندرية، واستخلف محمد بن معاوية بن بجير بن رسان صاحب شرطته، ثم صرف ابن الأشعث، فكانت ولايته سنة وشهرا.
وولي: حميد بن قحطبة «٢» بن شبيب بن خالد بن سعدان الطائيّ من قبل أبي جعفر على الصلاة والخراج، فدخل في عشرين ألفا من الجند لخمس خلون من رمضان سنة ثلاث