الصلاة وخرج القبط بهبيب في سنة ست وخمسين، فبعث إليهم وهزمهم، وكان يروح إلى المسجد ماشيا، وصاحب شرطته بين يديه يحمل الحربة، وإذا أقام صاحب الشرطة الجدود يقول له: ارحم أهل البلاد، فيقول: أيها الأمير ما يصلح الناس إلا ما يفعل بهم، وكأن يحدّث، فيكتب الناس عنه، ومات أبو جعفر لست خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة، وبويع ابنه محمد المهديّ، فأقرّ موسى بن عليّ إلى سابع عشر ذي الحجّة سنة إحدى وستين ومائة، فكانت ولايته ست سنين وشهرين.
وولي: عيسى بن لقمان «١» بن محمد الجمحيّ: من قبل المهديّ على الصلاة والخراج، فقدم لثلاث عشرة بقيت من ذي الحجة سنة إحدى وستين ومائة، وصرف لثنتي عشرة بقيت من جمادى الأولى سنة اثنتين وستين ومائة فوليها أربعة أشهر.
ثم ولي: واضح مولى أبي جعفر من قبل المهديّ على الصلاة والخراج، فدخل لست بقين من جمادى الأولى وصرف في رمضان.
فولي: منصور بن يزيد بن منصور الرعينيّ، وهو ابن خال المهديّ على الصلاة، فقدم لإحدى عشرة خلت من رمضان سنة اثنتين وستين ومائة، وصرف للنصف من ذي الحجة، فكان مقامه شهرين وثلاثة أيام.
ثم ولي: يحيى بن داود أبو صالح من أهل خراسان من قبل المهديّ على الصلاة والخراج، فقدم في ذي الحجة، وكان أبوه تركيا، وهو من أشدّ الناس، وأعظمهم هيبة، وأقدمهم على الدم، وأكثرهم عقوبة، فمنع من غلق الدروب بالليل، ومن غلق الحوانيت حتى جعلوا عليها شرائح القصب لمنع الكلاب، ومنع حرّاس الحمامات أن يجلسوا فيها، وقال: من ضاع له شيء، فعليّ أداؤه، وكان الرجل يدخل الحمام، فيضع ثيابه، ويقول: يا أبا صالح احرسها، فكانت الأمور على هذا مدّة ولايته، وأمر الأشراف والفقهاء، وأهل النوبات بلبس القلانس الطوال، والدخول بها على السلطان يوم الاثنين والخميس بلا أردية، وكان أبو جعفر المنصور إذا ذكره قال: هو رجل يخافني، ولا يخاف الله، فولي إلى المحرّم سنة أربع وستين.
وقدم: سالم بن سوادة التميميّ من قبل المهديّ على الصلاة، ومعه أبو قطيعة إسماعيل بن إبراهيم على الخراج لثنتي عشرة خلت من المحرّم.
ثم ولي: إبراهيم بن صالح بن عليّ بن عبد الله بن عباس من قبل المهديّ على الصلاة والخراج، فقدم لإحدى عشرة خلت من المحرّم سنة خمس وستين، وابتنى دارا عظيمة