ميسرة الإخشيد، ثم حمل بنفسه، فهزم أصحاب ابن رائق، وأسر كثيرا منهم، وأثخنهم قتلا وأسرا، ومضى ابن رائق فقتل الحسين بن طغج باللجون «١» ، ودخل الإخشيد الرملة بخمسمائة أسير، فتداعى ابن طغج وابن رائق إلى الصلح، فمضى ابن رائق إلى دمشق على صلح، وقدم الإخشيد محمد بن طغج إلى مصر لثلاث خلون من المحرّم سنة تسع وعشرين، ومات الراضي بالله، وبويع المتقي لله إبراهيم في شعبان، فأقرّ الإخشيد، وقتل محمد بن رائق بالموصل، قتله بنو حمدان في شعبان سنة ثلاثين وثلثمائة، فبعث الإخشيد بجيوشه إلى الشام، ثم سار لست خلون من شوّال، واستخلف أخاه أبا المظفر الحسن بن طغج، ودخل دمشق، ثم عاد لثلاث عشرة خلت من جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين، فنزل البستان الذي يعرف اليوم بالكافوريّ من القاهرة، ثم دخل داره، وأخذ البيعة لابنه أبي القاسم أونوجور على جميع القوّاد، آخر ذي القعدة، وسار المتقي لله إلى بلاد الشام، ومعه بنو حمدان، فسار الإخشيد لثمان خلون من رجب سنة اثنتين وثلاثين، واستخلف أخاه الحسن، فلقي المتقي، ثم رجع فنزل البستان لأربع خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين، وخلع المتقي، وبويع عبد الله المستكفي لسبع خلون من جمادى الآخرة، فأقرّ الإخشيد، وبعث الإخشيد بحانك وكافور «٢» في الجيوش إلى الشام.
ثم خرج لخمس خلون من شعبان سنة ست وثلاثين، واستخلف أخاه الحسن، فلقي عليّ بن عبد الله «٣» بن حمدان بأرض قنسرين وحاربه، ومضى فأخذ منه حلب، وخلع المستكفي، ودعي للمطيع لله الفضل بن جعفر في شوّال سنة أربع وثلاثين، فأقرّ الإخشيد إلى أن مات بدمشق يوم الجمعة لثمان بقين من ذي الحجة.
فولي بعده ابنه (أونوجور) أبو القاسم باستخلافه إياه، وقبض على أبي بكر محمد بن عليّ بن مقاتل في ثالث المحرّم سنة خمس وثلاثين، وجعل مكانه على الخراج محمد بن عليّ المادرانيّ، وقدم العسكر من الشام أوّل صفر، فلم يزل أونوجور واليا إلى أن مات لسبع خلون من ذي القعدة سنة سبع وأربعين وثلثمائة، وحمل إلى القدس، فدفن عند أبيه، وكان كافور متحكما في أيامه، ويطلق له في السنة أربعمائة ألف دينار، فلما مات، قوي كافور، وكانت ولايته أربع عشرة سنة وعشرة أشهر.