وبجانب الجامع الأقمر من شرقيه الزقاق الذي يعرف بالمحايريين ويسلك فيه إلى الركن المخلق وغيره، وقبالة هذا الزقاق بئر الدلاء، ثم يسلك المارّ أمامه، فيجد على يمنته زقاقا ضيقا، ينتهي إلى دور ومدرسة تعرف بالشرابشية، يتوصل من باب سرّها إلى الدرب الأصفر تجاه خانقاه بيبرس، ثم يسلك أمامه في سوق المتعيشين، فيجد على يسرته باب حارة برجوان، ثم يسلك أمامه شاقا في سوق المتعيشين، وقد أدركته سوقا عظيما لا يكاد يعدم فيه شيء مما يحتاج إليه من المأكولات، وغيرها بحيث إذا طلب منه شيء من ذلك في ليل أو نهار وجد.
وقد خرب الآن، ولم يبق منه إلا اليسير، وكان هذا السوق قديما يعرف بسوق أمير الجيوش، وبآخره خان الروّاسين، وهو زقاق على يمنة السالك غير نافذ، ويقابل هذا الزقاق على يسرة السالك إلى باب الفتوح شارع يسلك فيه إلى سوق يعرف اليوم بسويقة أمير الجيوش، وكان قبل اليوم يعرف بسوق الخروقيين، ويسلك من هذا السوق إلى باب القنطرة في شارع معمور بالحوانيت من جانبيه، ويعلوها الرباع، وفيما بين الحوانيت دروب ذات مساكن كثيرة، ثم يسلك أمامه من رأس سويقة أمير الجيوش، فيجد على يمينه الجملون الصغير المعروف بجملون ابن صيرم، وكان مسكنا للبزازين فيه عدّة حوانيت عامرة بأصناف الثياب أدركتها عامرة، وفيه مدرسة ابن صيرم المعروفة بالمدرسة الصيرمية، وفي آخره باب زيادة الجامع الحاكميّ، وكان على بابها عدّة حوانيت تعمل فيها الضبب التي برسم الأبواب، ويخرج من هذا الجملون إلى طريقين: إحداهما يسلك فيها إلى درب الفرنجية، وإلى دار الوكالة وشارع باب النصر، والأخرى إلى درب الرشيديّ النافذ إلى درب الجوّانية، ثم يسلك أمامه فيجد على يمنته شباك المدرسة الصيرمية، ويقابله باب قيسارية خوانداردكين الأشرفية، ثم يسلك أمامه شاقا في سوق المرحلين، وكان صفين من حوانيت عامرة فيها جميع ما يحتاج إليه في ترحيل الجمال، وقد خرب وبقي منه قليل، وفي هذا السوق على يسرة السالك زقاق يعرف بحارة الورّاقة، وفيه أحد أبواب قيسارية خوند المذكورة، وعدّة مساكن وكان مكانه يعرف قديما باصطبل الحجرية، ثم يسلك أمامه فيجد على يمنته أحد أبواب الجامع الحاكميّ وميضأته، ويجد باب الفتوح القديم، ولم يبق منه سوى عقدته، وشيء من عضادته، وبجواره شارع على يسرة السالك يتوصل منه إلى حارة بهاء الدين، وباب القنطرة، ثم يسلك أمامه شاقا في سوق المتعيشين، فيجد على يمينه بابا آخر من أبواب الجامع الحاكميّ، ثم يسلك أمام، فيجد عن يسرته زقاقا بساياط ينفذ إلى حارة بهاء الدين فيه كثير من المساكن، ثم يسلك أمامه، فيجد عن يمينه باب الجامع الحاكمي الكبير، ويجد عن يساره فندق العادل، ويشق في سوق عظيم إلى باب الفتوح، وهو آخر قصبة القاهرة، وأما ذات اليمين من شارع بين القصرين، فإن المارّ إذا سلك من الدرب الذي يقابل حمام البيسري طالبا الركن المخلق، فإنه يشق في سوق القصاصين، وسوق الحصريين إلى