للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على المأمون، وأخرج ثمان وعشرون صينية مينا مجرابا لذهب بكعوب، كان أرسلها ملك الروم إلى العزيز بالله، قوّمت كل صينية منها: بثلاثة آلاف دينار، أنفذ جميعها إلى ناصر الدولة.

ووجد عدّة صناديق مملوءة مرائي حديد من صيني، ومن زجاج المينا لا يحصى ما فيها كثرة، جميعها محلى بالذهب المشبك والفضة، ومنها المكلل بالجوهر في غلف الكيمخت، وسائر أنواع الحرير والخيزران وغيره، مضبب بالذهب والفضة، ولها المقابض من العقيق وغيره، وأخرج من المظال وقضبها الفضة والذهب شيء كثير، وأخرج من خزائن الفضة ما يقارب: الألف درهم من الآلات المصنوعة من الفضة المجراة بالذهب فيها: ما زنة القطعة الواحدة منه، خمسة آلاف درهم، الغريبة النقش والصنعة التي تساوي خمسة دراهم بدينار، وإنّ جميعه بيع كل عشرين درهما بدينار، سوى ما أخذ من العشاريات الموكبية، وأعمدة الخيام، وقضب المظال والمتحوقات، والأعلام والقناديل، والصناديق، والتوقات، والروّازين والسروج واللجم والمناطق التي للعماريات، والقباب وغيرها مثل ذلك وأضعافه.

وأخرج من الشطرنج والنرد المعمولة من سائر أنواع الجوهر، والذهب، والفضة، والعاج والآبنوس برقاع الحرير، والمذهب ما لا يحدّ كثرة ونفاسة، وأخرج آلات فضة وزنها: ثلثمائة ألف ونيف، وأربعون ألف درهم تساوي ستة دراهم بدينار، وأخرج أقفاص مملوءة من سائر آلات مصوغة مجراة بالذهب عدّتها أربعمائة قفص كبار، سبكت جميعها، وفرّقت على المخالفين، وأخرجت أربعة آلاف نرجسية مجوّفة بالذهب، يعمل فيها النرجس، وألفا بنفسجية كذلك، وأخرج من خزانة الطرائف: ستة وثلاثون ألف قطعة من محكم وبلور، وقوّم السكاكين بأقل القيم، فجاءت قيمتها على ذلك: ستة وثلاثين ألف دينار وأخرج من تماثيل العنبر: اثنان وعشرون ألف قطعة، أقل تمثال منها وزنه: اثنا عشر منا، وأكبره يجاوز ذلك، ومن تماثيل الخليفة ما لا يحدّ، من جملتها ثمانمائة بطيخة كافور.

وأخرجت الكلوتة «١» المرصعة بالجوهر، وكانت من غريب ما في القصر، ونفيسه، ذكر أن قيمتها: ثلاثون ألف دينار، ومائة ألف دينار، قوّمت: بثمانين ألف دينار، وكان وزن ما فيها من الجوهر: سبعة عشر رطلا اقتسمها فخر العرب، وتاج الملوك، فصار إلى فخر العرب منها قطعة بلخش وزنها: ثلاثة وعشرون مثقالا، وصار إلى تاج الدين مما وقع إليه حبات درّ، كل حبة: ثلاثة مثاقيل، عدّتها مائة حبة فلما كانت هزيمتهم من مصر نهبت،

<<  <  ج: ص:  >  >>