للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العظيم المسمى: سماط الحزن، وقد ذكر عند ذكر المشهد الحسينيّ، فانظره. وكان يصل إلى الناس منه شيء كثير، فلما زالت الدولة اتخذ الملوك من بني أيوب يوم عاشوراء، يوم سرور، يوسعون فيه على عيالهم، ويتبسطون في المطاعم، ويصنعون الحلاوات، ويتخذون الأواني الجديدة، ويكتحلون، ويدخلون الحمام جريا على عادة أهل الشام التي سنّها لهم الحجاج في أيام عبد الملك بن مروان، ليرغموا بذلك آناف شيعة عليّ بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، الذين يتخذون يوم عاشوراء يوم عزاء، وحزن فيه على الحسين بن عليّ، لأنه قتل فيه، وقد أدركنا بقايا مما عمله بنو أيوب من اتخاذ يوم عاشوراء، يوم سرور، وتبسط وكلا الفعلين غير جيد، والصواب ترك ذلك، والاقتداء بفعل السلف فقط.

وما أحسن قول أبي الحسين الجزار الشاعر يخاطب الشريف شهاب الدين ناظر الأهراء، وكتب بها إليه ليلة عاشوراء عند ما أخر عنه ما كان من جاريه في الأهراء:

قل لشهاب الدين ذي الفضل الندي ... والسيد بن السيد بن السيد

أقسم بالفرد العليّ الصمد ... إن لم يبادر لنجاز موعدي

لأحضرنّ للهناء في غد ... مكحل العينين مخضوب اليد

يعرّض للشريف: يما يرمي به الأشراف من التشيع، وإنه إذا جاء بهيئة السرور في يوم عاشوراء، غاظه ذلك لأنه من أفعال الغضب، وهو من أحسن ما سمعته في التعريض فلله دره.

عيد النصر: وهو السادس عشر من المحرّم عمله: الخليفة الحافظ لدين الله، لأنه اليوم الذي ظهر فيه من محبسه، ويفعل فيه ما يفعل في الأعياد من الخطبة، والصلاة، والزينة، والتوسعة في النفقة، وكتب فيه أبو القاسم عليّ بن الصيرفيّ إلى بعض الخطباء:

عيد النصر، وهو أفضل الأعياد، وأسناها وأعلاها، وأدلها على تقصير الواصف إذا بلغ وتناهى، ونحن نأمرك أن تبرز في يوم الأحد السادس عشر من المحرّم سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة على الهيئة التي جرت العادة بمثلها في الأعياد، وتوعد بأن تقرأ على الناس الخطبة التي سيرناها إليك قرين هذا الأمر بشرح هذا اليوم وتفصيله، وذكر ما خصه الله به من تشريفه وتفضيله، وتعتمد في ذلك ما جرى الرسم فيه كل يعيد، وتنتهي فيه إلى الغاية التي ليس عليها مزيد، فاعلم هذا، واعمل به إن شاء الله تعالى.

المواليد الستة: كانت مواسم جليلة عمل الناس فيها، ميزان من ذهب، وفضة وخشكنانج، وحلواء كما مرّ ذلك.

ليالي الوقود الأربع: كانت من أبهج الليالي، وأحسنها، يحشر الناس لمشاهدتها من كل أوب، وتصل إلى الناس فيها أنواع من البرّ، وتعظم فيها ميزة أهل الجوامع والمشاهد، فانظره في موضعه تجده.

<<  <  ج: ص:  >  >>