للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاحية سعيد السعدا، ثم سافر فمات بالموصل في رابع عشر جمادى الأولى سنة سبع عشرة وستمائة، واستبدّ الملك الكامل بمملكة مصر بعد أبيه، فرقّى أولاد صدر الدين شيخ الشيوخ محمد بن جويه الأربعة، وبعث عماد الدين عمر في الرسالة إلى الخليفة ببغداد، وجمع له بين رياسة العلم والقلم في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، ولم يجتمع ذلك لأحد في زمانه، وما زال على ذلك إلى أن مات الملك الكامل، وقام من بعده في سلطنة مصر ابنه الملك العادل أبو بكر بن الكامل، فخرج إلى دمشق ليحضر إليه الجواد مظفر الدين يونس بن مردود بن العادل أبي بكر بن أيوب نائب السلطنة بدمشق، فدسّ عليه من قتله على باب الجامع في سادس عشري جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وستمائة.

وأما فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ صدر الدين فإن الملك الكامل جعله أحد الأمراء، وألبسه الشربوش والقباء ونادمه وبعثه في الرسالة عنه إلى ملك الفرنج، ثم إلى أخيه المعظم بدمشق، ثم إلى الخليفة ببغداد، وأقامه يتحدّث بمصر في تدبير المملكة وتحصيل الأموال، ثم بعثه حتى تسلم حران والرها، وجهزه إلى مكة على عسكر فقاتل صاحبها الأمير راجح الدين بن قتادة، وأخذها بالسيف، وقتل عسكر اليمن، وما زال مكرّما محترما حتى مات الملك الكامل، فقبض عليه العادل ابن الكامل واعتقله، فلما خلع العادل بأخيه الملك الصالح نجم الدين أيوب أطلقه وأمّره وبالغ في الإحسان إليه، وبعثه على العساكر إلى الكرك، فأوقع بالخوارزمية وبدّد شملهم وكانوا قد قدموا من المشرق إلى غزة، وأقام الدعوة للصالح في بلاد الشام وعاد، ثم قدّمه على العساكر فأخذ طبرية من الفرنج وهدمها، وأخذ عسقلان من الفرنج وهدم حصونها، ونازل حمص حتى أشرف على أخذها، ثم تقدّم على العساكر بقتال الفرنج بدمياط، فمات السلطان عند المنصورة، وقام بتدبير الدولة بعده خمسة وسبعين يوما إلى أن استشهد في رابع ذي القعدة سنة سبع وأربعين وستمائة، فحمل من المنصورة إلى القرافة فدفن بها.

وأما كمال الدين أحمد، فإن الملك الكامل استنابه بحران والجزيرة، وولي تدريس المدرسة الناصرية بجوار الجامع العتيق بمصر، وتدريس الشافعيّ بالقرافة، ومشيخة الشيوخ بديار مصر، وقدّمه الملك الصالح نجم الدين أيوب على العساكر غير مرّة، ومات بغزة في صفر سنة تسع وثلاثين وستمائة.

وأما معين الدين حسن فإنه وليّ مشيخة الشيوخ بديار مصر، وبعثه الملك الكامل في الرسالة عنه إلى بغداد، ثم أقامه نائب الوزارة إلى أن مات، فاستوزره الملك الصالح نجم الدين أيوب في ذي القعدة، سنة سبع وثلاثين وستمائة، وجهّزه على العساكر في هيئة الملوك إلى دمشق، فقاتل الصالح إسماعيل ابن العادل حتى ملكها، ومات بها في ثاني عشري رمضان سنة ثلاث وأربعين وستمائة، وقد ذكرت أولاد شيخ الشيوخ في كتاب تاريخ

<<  <  ج: ص:  >  >>