للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجامع رحبة، كما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى، وكان هذا الخط يعرف أوّلا بخوخة الأمير عقيل، ولم يكن فيه مساكن، ثم عرف بعد انقضاء دولة الفاطميين بخط الخوخ السبع، وليس لهذه الخوخ اليوم أثر البتة، ويعرف اليوم بالأبارين.

باب الخوخة: هو أحد أبواب القاهرة مما يلي الخليج في حدّ القاهرة البحري، يسلك إليه من سويقة الصاحب ومن سويقة المسعوديّ، وكان هذا الباب يعرف أوّلا بخوخة ميمون دبه، ويخرج منه إلى الخليج الكبير. وميمون دبه يكنّى بأبي سعيد، أحد خدام العزيز بالله، كان خصيا.

خوخة ايدغمش: هذه الخوخة في حكم أبواب القاهرة، يخرج منها إلى ظاهر القاهرة عند غلق الأبواب في الليل وأوقات الفتن إذا غلقت الأبواب، فينتهي الخارج منها إلى الدرب الأحمر واليانسية، ويسلك من هناك إلى باب زويلة، ويصار إليها من داخل القاهرة إما من سوق الرقيق أو من حارة الروم من درب أرقطاي، وهذه الخوخة بجوار حمّام أيدغمش. وهو ايدغمش الناصري، الأمير علاء الدين، أصله من مماليك الأمير سيف الدولة بلبان الصالحيّ، ثم صار إلى الملك الناصر محمد بن قلاوون، فلما قدم من الكرك جعله أمير أخور «١» عوضا عن الأمير بيبرس الحاجب، ولم يزل حتى مات الملك الناصر فقام مع قوصون ووافقه على خلع الملك المنصور أبي بكر بن الملك الناصر، ثم لما هرب الطنبغا الفخري اتفق الأمراء مع أدغمش على الأمير قوصون فوافقهم على محاربته، وقبض على قوصون وجماعته وجهزهم إلى الاسكندرية، وجهز من أمسك الطنبغا ومن معه وأرسلهم أيضا إلى الإسكندرية، وصار ايدغمش في هذه النوبة هو المشار إليه في الحلّ والعقد، فأرسل ابنه في جماعة من الأمراء والمشايخ إلى الكرك بسبب إحضار أحمد بن الملك الناصر محمد، فلما حضر أحمد من الكرك وتلقب بالملك الناصر واستقرّ أمره بمصر أخرج إيدغمش نائبا بحلب، فسار إلى عين جالوت «٢» ، وإذا بالفخري قد صار إليه مستجيرا به، فآمنه وأنزله في خيمة، فلما ألقى عنه سلاحه واطمأنّ قبض عليه وجهز إلى الملك الناصر أحمر، وتوجه إلى حلب فأقام بها إلى أن استقرّ الملك الصالح إسماعيل بن محمد في السلطنة، نقله عن نيابة حلب إلى نيابة دمشق، فدخلها في يوم العشرين من صفر سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، وما زال بها إلى يوم الثلاثا ثالث جمادى الآخرة منها. فعاد من مطعم طيوره وجلس بدار السعادة حتى انقضت الخدمة، وأكل الطاري وتحدّث، ثم دخل إلى داره فإذا جواريه يختصمن، فضرب واحدة منهنّ ضربتين وشرع في الضربة الثالثة فسقط ميتا، ودفن من الغد في تربته خارج ميدان الحصى ظاهر دمشق، وكان جوادا كريما، وله مكانة عند الملك الناصر الكبير بحيث أنّه أمّر أولاده الثلاثة، وكان قد بعث الملك الصالح بالقبض

<<  <  ج: ص:  >  >>