للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤ - نسج العنكبوت على باب الغار]

١٥٨ - عن ابن عباس ، قال: في قوله تعالى ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ﴾ قال: تشاورت قريش ليله بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق -يريدون النبي وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله ﷿ نبيه على ذلك، فبات علي على فراش النبي تلك الليلة، وخرج النبي حتى لحق بالغار, وبات المشركون يحرسون عليًّا يحسبونه النبي .

فلما أصبحوا ثاروا إليه فلما رأوه عليًّا رد الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل، خلط عليهم، فصعدوا في الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه فمكث فيه ثلاث ليال" (١).

[تعمية أبصار المشركين عن إبصار رسول الله وأبي بكر في الغار]

١٥٩ - من حديث أنس بن مالك : عن أبي بكر قال: قلت للنبي وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا.

فقال: (ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما) (٢).


(١) أخرجه أحمد في المسند: ١/ ٣٤٨، عبد الرزاق في المصنف: ٥/ ٣٨٩، وذكره الحافظ في الفتح: ٧/ ٢٣٦ وقال سنده حسن، وحسن إسناده أيضًا ابن كثير في السيرة: ٢/ ٢٣٩، وقال: إسناد حسن وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار"، ورواه الطبراني مطولًا ذاكرًا تفاصيل الهجرة وإسناده مرسل، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام وحديثه حسن، انظر مجمع الزوائد: ٦/ ٥٢ - ٥٣، وزاد صاحب فتح القدير عزوه إلى: عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه وغيرهم، انظر فتح القدير: ٢/ ٣٠٤، وقد رواه عبد الرزاق: ٥/ ٣٨٩ متقطعًا عن مقسم وقتادة، ومرة موصولا عن عائشة، ورواه الطبري في التاريخ: ٢/ ٣٧٢، ويشهد له مرسل الحسن أخرجه أبو بكر المروزي في مسند أبي بكر، وجاء من حديث أنس عند البزار، انظر كشف الأستار: ٢/ ٢٩٩، وابن سعد في الطبقات: ١/ ٢٩٩، والبيهقي في الدلائل: ٢/ ٤٧٣، وبهذا يكون الحديث حسنًا.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب مناقب المهاجرين وفضلهم منهم أبو بكر رقم: ٣٦٥٣، فتح الباري: ٧/ ٨، وفي مناقب الأنصار باب هجرة النبي رقم: ٣٩١٧، فتح الباري: ٧/ ٢٥٥، مسلم في صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أبي بكر الصديق: ٢٣٨١.

<<  <   >  >>