النبي ﷺ فقال: ما هذا؟ قال:(قسمته لك)، قال: ما على هذا اتبعتك، ولكني اتبعتك على أن أرمى إلى هاهنا، وأشار إلى حلقه بسهم، فأموت، فأدخل الجنّة.
فقال:(إن تصدق الله يصدقك)، فلبثوا قليلًا، ثم نهضوا في قتال العدو، فأتى به النبي ﷺ يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فقال النبي ﷺ:(أهو هو؟) قالوا: نعم. قال:(صدق الله، فصدقه)، ثم كفنه النبي ﷺ في جبة النبي ﷺ، ثم قدمه فصلى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته:(اللهم هذا عبدك خرج مهاجرًا في سبيلك، فقتل شهيدًا أنا شهيد على ذلك). (١) لفظ النسائي.
[٩ - بطل إلى النار]
٥٥٤ - من حديث سهل بن سعد الساعدي ﵁ قال: "إن رسول الله ﷺ التقى هو والمشركون، فاقتتلوا. فلما مال رسول الله ﷺ إلى عسكره، مال الآخرون إلى عسكرهم، وفي أصحاب رسول الله ﷺ رجل لا يدع لهم شاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه، فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال: رسول الله ﷺ: (أما إنه من أهل النار)، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه أبدًا.
قال: فخرج معه، كما وقف وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال فجرح الرجل جرحًا شديدًا، فاستعجل الموت فوضع نصل السيف بالأرض، وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله ﷺ فقال: أشهد أنك رسول الله، قال:(وما ذاك؟) قال: الرجل الذي ذكرت آنفًا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به، فخرجت في طلبه حتى جرح جرحًا شديدا، فاستعجل الموت، فوضع نصل سيفه بالأرض، وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه.
فقال رسول الله ﷺ عند ذلك: (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو
(١) أخرجه النسائي في كتاب الجنائز باب الصلاة على الشهداء: ٤/ ٦٠، والطحاوي في شرح معاني الآثار: ١/ ٢٩١، والبيهقي في السنن: ٤/ ١٥ - ١٦ والحاكم في المستدرك: ٣/ ٥٩٥ - ٥٩٦، وسكت عليه ووافقه الذهبي، قلت: وإسناده صحيح.