للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث التاسع: ما فعله الرسول وأصحابه بأصنام المشركين]

٨٩ - من حديث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: "كنت أنطلق أنا وأسامة بن زيد إلى أصنام قريش التي حول الكعبة، فنأتي بالعذرات، فنأخذ (حريراق) بأيدينا، فننطلق به إلى أصنام قريش فنلطخها، فيصيحون، يقولون: من فعل بآلهتنا؟ فينطلقون إليها، ويغسلونها باللبن والماء" (١).

٩٠ - من حديث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: "انطلقت أنا والنبي حتى أتينا الكعبة، فقال: لي رسول الله : اجلس، وصعد على منكبي، فذهبت لأنهض به، فرأى مني ضعفًا، فنزل وجلس لي رسول الله فقال: اصعد على منكبي. قال: فنهض بي، قال: فإنه يخيل إليَّ أني لو شئت لنلت أفق السماء، حتى صعدت على البيت، وعليه تمثال صفر أو نحاس، فجعلت أزاوله عن يمينه وعن شماله وبين يديه ومن خلفه، حتى استمكنت منه، فقال لي رسول الله: اقذف به، فقذفت به، فتكسر كما تتكسر القوارير، ثم نزلت، فانطلقت أنا ورسول الله نستبق، حتى توارينا بالبيوت، خشية أن يلقانا أحد من الناس).

وفي رواية: (كان على الكعبة أصنام، فذهبت أحمل النبي فلم أستطع، فحملني فجعلت أقطعها، ولو شئت لنلت السماء).

وزاد البزار (بعد قوله حتى استترنا بالبيوت، فلم يوضع عليها بعد يعني شيئًا من تلك الأصنام) (٢).

٩١ - من حديث أسامة بن زيد قال: (دخلت مع رسول الله الكعبة، فرأى فيها تصاوير، فقال لي: ابتغ لي ماء، فأتيته بماء في دلو، فجعل يبل به الثوب، ثم يضرب به الصور، يقول: قاتل الله أقوامًا يصورون ما لا يخلقون) (٣).


(١) المطالب العالية: ٤٢٧٥: وعزاه لإسحاق بن راهويه وقال الحافظ: إسناده صحيح، وتابعه البوصيري.
(٢) قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ٢٣ رواه أحمد وابنه وأبو يعلى والبزار ورجال الجميع ثقات. انظر مسند أحمد: ١/ ٨٤ وزوائد المسند: ١/ ١٥١ وأبو يعلى: ٢٩٢.
(٣) المطالب العالية: ٤٢٧٦ وعزاه لإسحاق بن راهويه، وقال الحافظ: وإسناده حسن.

<<  <   >  >>