نستعمل أولًا نستعمل على عملنا من أراده، ولكن اذهب أنت يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس" فبعثه على اليمن، ثم أتبعه معاذ بن جبل.
قال: فلما قدم عليه معاذ قال: أنزل وألقى له وسادة، وإذا رجل عنده موثق قال: ما هذا؟ قال: كان يهوديًّا فأسلم، ثم رجع إلى دينه دين السوء، قال: لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله، قال: نعم اجلس، قال: لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله ثلاث مرات فأمر به فقتل، ثم تذاكرا قيام الليل، فقال معاذ: أما أنا فأنام وأقوم، أو أقوم وأنام، وأرجو في نومتي، ما أرجو في قومتي" (١).
ومن لفظ آخر ما نصه "بعث النبي ﷺ أبا موسى ومعاذ إلى اليمن فقال: "يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا". فقال أبو موسى: يا نبي الله إن أرضنا فيها شراب من الشعير: المزر، وشراب من العسل: البتع. فقال: "كل مسكر حرام". فانطلقا.
فقال معاذ لأبي موسى: كيف تقرأ القرآن؟ قال: قائمًا وقاعدًا وعلى راحلتي، واتفوقه تفوقًا. قال: أما أنا فأنام وأقوم، فأحتسب نومتي، كما أحتسب قومتي.
وضرب فسطاطًا فجعلا يتزاوران فزار معاذ أبا موسى فإذا رجل موثق فقال: ما هذا؟ فقال أبو موسى: يهودي أسلم ثم ارتد. قال معاذ: لأضربن عنقه".
[جـ - وصية الرسول لمعاذ عليه رضوان الله]
٨١٠ - من حديث ابن عباس ﵄ قال:"قال رسول الله ﷺ لمعاذ بن جبل حيث بعثه إلى اليمن: "إنك ستأتي قومًا من أهل الكتاب، فإذا جئتهم فادعوهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فان هم أطاعوك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم،
(١) أخرجه البخاري في المغازي باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع أحاديث: ٤٣٤١ - ٤٣٤٢، ٤٣٤٤، ٤٣٤٥، وفي الأدب باب يسروا ولا تعسروا حديث:٦١٢٤ وفي الأحكام: ٧١٧٢، ومسلم في الأشربة: ١٧٣٣ وابن ماجة في الأشربه: ٣٣٩١ والدارمي في الأشربة باب ما قيل في المسكر: ٢/ ١١٣، وأحمد في المسند: ٤/ ٤١٠، ٤١٦, ٤١٧.