للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الخبر لا يصح لأمرين:

الأول: من حيث الإسناد، فالخبر ليس مسندًا، وقد علمنا علماؤنا أنه لا يؤخذ من الأخبار إلا إذا كان له إسناد، ولا يؤخذ الخبر المسند إلا إذا كان إسناده صحيحًا.

وهذا الخبر ساقط لا يصح ولا يجوز أن يروى، فيساء إلى صحابي من صحابة رسول الله ، كان ينافح عن الدعوة الإِسلامية، وعن رسول الله عمره كله.

الثاني: لو كان حسان بن ثابت معروفًا بالجبن الذي ذكر عنه لهجاه أعداؤه ومبغضوه بهذه الخصلة الذميمة لا سيما الذين كان يهاجيهم، فلم يسلم من هجاته أحد من زعماء الجاهلية".

والرسول كان يؤيده ويدعو له، ويشجعه على هجاء زعماء المشركين (١).

[٩ - تحسس الأخبار عن المشركين]

٤٤٤ - من حديث حذيفة بن اليمان : فعن محمَّد بن كعب القرظي قال: "قال فتى منا من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان: يا أبا عبد الله لقد رأيتم رسول الله وصحبتموه؟ قال: نعم يا ابن أخي، قال: فكيف كنتم تصنعون؟ قال: والله لقد كنا نجهد (٢).

قال: والله لو أدركنا ما تركناه يمشي على الأرض، ولجعلناه على أعناقنا، قال: فقال حذيفة: يا ابن أخي والله لقد رأيتنا مع رسول الله بالخندق، وصلى رسول الله من الليل هويًا (٣)، ثم التفت إلينا فقال: (من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم، يشترط له رسول الله أنه يرجع، أدخله الله الجنة)، فما قام رجل، ثم صلى رسول الله هويًا، ثم التفت إلينا فقال: (من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع، يشرط له رسول الله الرجعة،


(١) غزوة الأحزاب الدكتور أبو فارس ص: ١٩٧ - ١٩٨.
(٢) نجهد: في مشقة شديدة.
(٣) هويًا: الحين الطويل من الزمان.

<<  <   >  >>