للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان بينه وبينه، وأخذ بعيره ومتاعه، فلما قدمنا على رسول الله أخبرناه الخبر، فنزل فينا القرآن: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ (١) (٢).

المبحث الحادي عشر: سرية عبد الله بن حذافة السهمي

٥٩١ - من حديث أبي سعيد الخدري قال: "إن رسول الله بعث علقمة بن مجزز على بعث، وأنا فيهم. فلما انتهى إلى رأس غزاته، أو كان ببعض الطريق استأذن منه طائفة من الجيش، فأذن لهم، وأمر عليهم عبد الله ابن حذافة بن قيس السهمي، فكنت فيمن غزا معه، فلما كان بعض الطريق، أوقد نارًا ليصطلوا، أو ليصنعوا عليها صنيعًا، فقال عبد الله "وكانت فيه دعابة" أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا؟ بلى. قال: فما أنا بآمركم بشيء إلا صنعتموه؟

قالوا: نعم. قال: فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار. فقام ناس فتحجزوا. فلما ظن أنهم واثبون، قال: أمسكوا على أنفسكم، وإنما كنت أمزح معكم. فلما قدمنا ذكروا ذلك للنبي . فقال رسول الله : (من أمركم منهم بمعصية الله، فلا تطيعوه) (٣).

٥٢٩ - ومن حديث عبد الله بن عباس قال: ﴿أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم﴾ قال: نزلت في عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي إذ بعثه النبي في سرية" (٤).


(١) النساء: ٣٩.
(٢) أخرجه أحمد في المسند: ٦/ ١١، ورجاله ثقات، وابن هشام في السيرة: ٢/ ٦٢٧، وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٢/ ١٩٩ - ٢٠٠، وزاد نسبته إلى ابن سعد، وابن أبي شيبة، وابن جرير، والطبراني، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو نعيم، والبيهقي في الدلائل: ٤/ ٣٠٥، وقال الهيثمي في المجمع: ٧/ ٨، رواه أحمد، والطبراني ورجاله ثقات.
(٣) أخرجه ابن ماجة في الجهاد باب لا طاعة في معصية الله حديث رقم: ٢٨٦٣، وابن حبان، برقم: ١٥٥٢ موارد، وأحمد في المسند: ٣/ ٦٧، والحاكم في المستدرك: ٣/ ٦٣٠ - ٦٣١ وأبو يعلى برقم: ١٣٤٩، وقال البوصيري في الزوائد: ٢/ ٤٢٣، إسناده صحيح ونقل الحافظ في الفتح: ٨/ ٥٨ تصحيحه عن ابن خزيمة وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(٤) أخرجه البخاري في التفسير تفسير سورة النساء باب أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم حديث رقم: ٤٥٨٤، مسلم في الإمارة باب وجوب طاعة الأمراء حديث رقم: ١٨٣٤، وأبو داود في الجهاد باب في الطاعة: ٢٦٢٤، الترمذي: في الجهاد: ١٦٧٣، النسائي في البيعة: ٧/ ١٥٤، ١٥٥، أحمد في المسند: ٣١٢٤.

<<  <   >  >>