للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله ، أو ظن به غير ذلك مما لا يليق به بحال. لكنه لما رأى ما غلب على رسول الله من الوجع وقرب الوفاة، مع ما اعتراه من الكرب خاف أن يكون ذلك القول مما يقوله المريض مما لا عزيمة له فيه، فيجد المنافقون بذلك سبيلًا إلى الكلام في الدين. وقد كان أصحابه يراجعونه في بعض الأمور قبل أن يجزم فيها بتحتيم، كما راجعوه يوم الحديبية في الخلاف، وفي كتاب الصلح بينه وبين قريش. فأما إذا أمر النبي بالشيء أمر عزيمة فلا يراجعه فيه أحد منهم).

وقال القاضي عياض: قوله: " (أهجر رسول الله )، هكذا هو في صحيح مسلم وغيره: أهجر؟ على الاستفهام وهو أصح من رواية من روى هجر يهجر. لأن هذا كله لا يصح منه . لأن معنى هجر هذى. وإنما جاء هذا من قائله استفهامًا للإنكار على من قال: لا تكتبوا. أي لا تتركوا أمر رسول الله وتجعلوه كأمر من هجر في كلامه، لأنه لا يهجر. وقول عمر : حسبنا كتاب الله، رد على من نازعه، لا على أمر النبي ".

[١١ - توجيه الرسول إلى أحقية أبي بكر بالخلافة من بعده]

٨٨٢ - من حديث محمَّد بن جبير بن مطعم عن أبيه : "أن امرأة سألت رسول الله شيئًا، فأمرها أن ترجع إليه. فقالت: يا رسول الله! أرأيت إن جئت فلم أجدك؟ قال أبي: كأنها تعني الموت -قال: "فإن لم تجديني فأتي أبا بكر" (١) اللفظ للبخاري ومسلم.

٨٨٣ - من حديث ابن أبي مليكة "سمعت عائشة، وسئلت: من كان رسول الله مستخلفًا لو استخلف؟ قالت: أبو بكر، فقيل لها: ثم من بعد أبي بكر؟ قالت: عمر. ثم قيل لها: من بعد عمر؟ قالت: أبو عبيدة بن الجراح. ثم انتهت إلى هذا" (٢).


(١) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة باب لو كنت متخذًا خليلًا حديث: ٣٦٥٩، والأحكام باب الاستخلاف حديث: ٧٢٢٠، والاعتصام باب الأحكام التي تعرف بالدلائل: ٧٣٦٠، ومسلم في فضائل الصحابة باب في فضائل أبي بكر الصديق حديث: ٢٣٨٦، والترمذي في المناقب باب: ١٧، حديث رقم: ٣٦٧٦، والحميدي رقم: ٥٥٩، وأحمد في المسند: ٤/ ٨٢ / ٨٣، والطبراني في المعجم الكبير: ١٥٥٧، والطيالسي: ٢/ ١٦٩ حديث رقم: ٢٦٣٢.
(٢) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل أبي بكر الصديق حديث رقم: ٢٣٨٥، وأحمد في المسند: ٦/ ٦٣، وفضائل الصحابة حديث رقم: ٢٠٣، ٢٠٤، وابن سعد: ٣/ ١٨١، والدولابي في الكنى: ٢/ ٣٩.

<<  <   >  >>