للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١٢ - تقبيل الحجر الأسود]

٨٢٦ - من حديث عمر بن الخطاب "أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي يقبلك ما قبلتك" (١).

وقد أورد الحافظ ابن حجر في الفتح سبب مقالة عمر بن الخطاب هذه فقال: "قال الطبري: إنما قال ذلك عمر, لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام، فخشي عمر أن يظن الجهال أن استلام الحجر من باب تعظيم بعض الأحجار كما كانت العرب تفعل في الجاهلية، فأراد عمر أن يعلم الناس أن استلامه اتباع لفعل النبي ، لا لأن الحجر يضر وينفع بذاته كما كانت الجاهلية تعتقده في الأوثان".

ثم قال ابن حجر "وفي قول عمر هذا التسليم للشارع في أمور الدين، وحسن الاتباع فيما لم يكشف عن معانيها وهو قاعدة عظيمة في اتباع النبي فيما يفعله ولو لم يعلم الحكمة فيه، وفيه وقع ما وقع لبعض الجهال من أن في الحجر الأسود خاصة ترجع إلى ذاته، وفيه بيان السنن بالقول والفعل، وأن الإِمام إذا خشي على أحد من فعله فساد اعتقاده أن يبادر إلى بيان الأمر وتوضيح ذلك" (٢).


= حديث: ١٧٩٥، وفي المغازي باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع حديث: ٤٣٤٦، وباب حجة الوداع حديث: ٤٣٩٧، ومسلم في الحج باب في نسخ التحلل من الإحرام والأمر بالتمام حديث: ١٢٢١، والنسائي في الحج باب الحج بغير نية يقصده المحرم: ٥/ ١٥٦ - ١٥٧ حديث رقم: ٢٧٤٢، من طرق عن طارق بن شهاب عن أبي موسى الأشعري.
(١) أخرجه البخاري في الحج باب ما ذكر في الحجر الأسود حديث: ١٥٩٧، وباب الرمل في الحج والعمرة حديث: ١٦٠٥، وباب تقبيل الحجر حديث: ١٦١٠، ومسلم في الحج باب استحباب تقبيل الحجر الأسود في الطواف حديث: ١٢٧٠، ١٢٧١، وأبو داود في المناسك باب في تقبيل الحجر حديث: ١٨٧٣، والترمذي في الحج باب ما جاء في تقبيل الحجر حديث: ٨٦٠، والنسائي في الحج باب استلام الحجر: ٥/ ٢٢٧ حديث رقم: ٢٩٣٦، وباب تقبيل الحجر حديث: ٢٩٣٧، وابن ماجة في المناسك باب استلام الحجر حديث: ٢٩٤٣. والحميدي رقم: ٩، والدارمي في المناسك باب في تقبيل الحجر: ٢/ ٥٢ - ٥٣, وأحمد في المسند: ١/ ٢١، ٢٦، ٣٥، ٣٩، ٤٦، ٥١، ٥٤، من طرق عن عمر.
(٢) فتح الباري: ٣/ ٤٦٢ - ٤٦٣.

<<  <   >  >>