[٦ - قصة إسلام أبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن أبي أمية]
٦٤٠ - من حديث ابن عباس ﵄ قال: "مضى رسول الله ﷺ وأصحابه عام الفتح حتى نزل مر الظهران، في عشرة آلاف من المسلمين، فسبعت سليم وألَّفت مزينة، وفي كل القبائل عدد وإسلام، وأوعب مع رسول الله ﵌ المهاجرون والأنصار فلم يتخلف عنه منهم أحد.
وقد عميت الأخبار على قريش فلا يأتيهم خبر رسول الله ﵌، ولا يدرون ما هو صانع، وكان أبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله ﷺ ثنية العقاب فيما بين مكة والمدينة، فالتمسا الدخول عليه، فكلمته أم سلمة فقالت: يا رسول الله ابن عمك، وابن عمتك، وصهرك، فقال: (لا حاجة لي فيهما أما ابن عمي، فهتك عرضي، وأما ابن عمتي وصهري، فهو الذي قال لي بمكة ما قال).
فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان بن الحارث ابن له فقال: والله ليأذنن رسول الله ﷺ، أو لآخذن بيد ابني هذا، ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشًا أو جوعًا، فلما بلغ ذلك رسول الله ﷺ رق لهما، فدخلا عليه، فأنشده أبو سفيان قوله في إسلامه واعتذاره مما كان مضى فيه فقال:
لعمرك إني يوم أحمل راية … لتغلب خيل اللات خيل محمَّد
لكالمدلج الحيران أظلم ليله … فهذا أوان الحق أهدي وأهتدي
فقل لثقيف لا أريد قتالكم … وقل لثقيف تلك عندي فأوعدي
هداني هاد غير نفسي ودلني … إلى الله من طردت كل مطرد
أفر سريعًا جاهدًا عن محمد … وأدعى وإن لم أنتسب لمحمد
هم عصبة من لم يقل بهواهم … وإن كان ذا رأي يلم ويفند
أريد لأرضيهم ولست بلاقط … مع لقوم ما لم أهد في كل مقعد
فما كنت في الجيش الذي نال عامرًا … ولا كلَّ عن خير لساني ولا يدي
قبائل جاءت من بلاد بعيدة … توابع جاءت من سهام وسردد
وإن الذي أخرجتم وشتمتم … سيسعى لكم سعي امرء غير مقدد