للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣ - معجزات الرسول في غزوة الأحزاب]

أ - إبصاره قصور الملوك وإعطاؤهُ مفاتيح ملكهم:

٤٢٧ - من حديث البراء بن عازب قال: "لما كان حين أمرنا رسول الله بحفر الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ فيها المعاول، فاشتكينا إلى رسول الله فجاءنا فأخذ المعول فقال: (بسم الله، فضرب ضربة فكسر ثلثها، وقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية، فقطع الثلث الآخر فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن أبيض، ثم ضرب الثالثة، وقال: بسم الله فقطع بقية الحجر فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا الساعة) " (١).

[ب - تكثيره الطعام]

٤٢٨ - من حديث ابن عباس قال: "احتفر رسول الله الخندق، وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع، فلما رأى ذلك رسول الله قال: (هل دللتم على أحد يطعمنا أكلة) قال رجل: نعم، قال: (أما لا فتقدم فدلنا عليه). فانطلقوا إلى رجل فإذا هو في الخندق يعالج نصيبه فيه، فأرسلت إليه امرأته أن جيء فإن رسول الله قد أتانا فجاء الرجل يسعى.

فقال: بأبي وأمي، وله معزة وجديها فوثب إليها, فقال النبي : (الجدي من ورائنا) فذبح الجدي، وعمدت امرأته إلى طحينة لها فعجنتها وخبزت،


(١) أخرجه أحمد في المسند: ٤/ ٣٠٣ والنسائي في الجهاد باب غزوة الترك: ٦/ ٤٣ - ٤٤، والبيهقي في الدلائل: ٣/ ٤١٧ - ٤١٨ ,وحسن إسناده الحافظ في الفتح ٧/ ٣٩٧، حيث قال ووقع عند أحمد والنسائي في هذه القصة زيادة بإسناد حسن عن البراء فذكر الحديث وقال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٣٠ - ١٣١ رواه أحمد وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله ثقات.
وللحديث شواهد من حديث ابن عباس عند الطبراني كما قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٣١ - ١٣٢، سنورد تخريجه في الحديث التالي برقم: ٤٢٨، ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال الهيثمي في المجمع: ٦/ ١٣١، رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما حيي بن عبد الله وثقه ابن معين وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح، وله شاهد من حديث جابر في الصحيحين سيأتي ذكره وبهذا يكون الحديث كما قال الحافظ أو أكثر.
* السمت: الدعاء.

<<  <   >  >>