للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" … ثم بعثوا إليه الحليس بن علقمة أو ابن زبان، وكان يومئذ سيد الأحابيش، وهو أحد بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة، فلما رآه رسول الله قال: (إن هذا من قوم يتألهون (١)، فابعثوا الهدي في وجهه حتى يراه)، فلما رأى الهدي يسيل عليه من عرض الوادي (٢) في قلائده (٣) وقد أكل أوباره من طول الجس عن محله (٤)، رجع إلى قريش، ولم يصل إلى رسول الله إعظامًا لما رأى فقال لهم ذلك. قال: فقالوا له: اجلس فإنما أنت أعرابي لا علم لك".

قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي بكر: "أن الحليس غضب عند ذلك وقال: يا معشر قريش، والله ما على هذا حالفناكم، ولا على هذا عاقدناكم، أيصد عن بيت الله من جاء معظمًا له! والذي نفس الحليس بيده، لتخلن بين محمَّد وبين ما جاء له، أو لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد، قال: فقالوا له: صه، كف عنا يا حيس حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى" (٥).

[١٤ - تحذير النبي الصحابة من إيقاد النار في الليل]

٥٠٨ - من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي لما كان يوم الحديبية قال: (لا توقدوا نارًا بليل، فلما كان بعد ذلك قال: أوقدوا واصطنعوا، فإنه لا يدرك قوم بعدكم صاعكم ولا مدكم) (٦).

[١٥ - أسر رجال من المشركين حاولوا الاعتداء على المسلمين]

٥٠٩ - من حديث سلمة بن الأكوع ضمن حديث طويل سبق ذكر أجزاء منه قال: " … أتيت شجرة فكسحت شوكها (٧)، واضطجعت في


(١) يتألهون: يتجدون ويعظمون أمر الإله.
(٢) عرض الوادي: جانبه.
(٣) القلائد: ما يعلق في أعناق الهدي ليعلم أنه هدي.
(٤) محله: موضعه الذي ينحر فيه من الحرم.
(٥) سيرة ابن هشام: ٣/ ٣١٢، المجلد الثاني من طريق ابن إسحاق بسند صحيح صرح فيه بالتحديث وهو قطعة من حديث طويل في صلح الحديبية.
(٦) أخرجه أحمد في المسند: ٣/ ٢٦، قال الهيمثي في المجمع: ٦/ ١٤٥، رواه أحمد، ورجاله ثقات: وأخرجه الحاكم في المستدرك: ٣/ ٣٦، وقال: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(٧) كسحت شوكها: كنست ما تحتها من الشوك.

<<  <   >  >>