قال:(فأرسلوا إليه)، فأتى به، فبصق رسول الله ﷺ في عينيه، ودعا له خيرًا حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال:(انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإِسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه) فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم) (١).
٧ - قتل عليّ مرحب اليهودي:
٥٥١ - من حديث سلمة بن الأكوع ﵁:(… قال: فلما قدمنا خيبر قال: خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب … شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
قال: وبرز له عمي عامر فقال:
قد علمت خيبر أني عامر … شاكي السلاح بطل مغامر
قال: فاختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب في ترس عامر، وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه، فقطع أكحله، فكانت فيها نفسه.
قال سلمة: فخرجت فإذا نفر من أصحاب النبي ﷺ يقولون: بطل عمل عامر، قتل نفسه. قال: فأتيت النبي ﷺ وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله! بطل عمل عامر؟ قال رسول الله ﷺ: (من قال ذلك؟) قلت: ناس من أصحابك قال: (كذب من قال ذلك. بل له أجره مرتين). ثم أرسلني إلى علي وهو أرمد، فقال:(لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله، أو يحبه الله ورسوله).
(١) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة خيبر رقم: ٤٢١٠، مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل علي رقم: ٢٤٠٦، وأحمد في المسند: ٥/ ٣٣٣، من حديث سهل، وأخرجه سلم ٢٤٠٤، والترمذي: ٢٧٢٦، وأحمد: ١/ ١٨٥، من حديث سعد بن أبي وقاص، وأخرجه البخاري في المغازي باب غزوة خيبر حديث رقم: ٤٢٠٩، ومسلم رقم: ١٨٠٧، ٢٤٠٧، وأحمد: ٤/ ٥٢، من حديث سلمة بن الأكوع، ومحمد مسلم رقم: ٢٤٠٥، من حديث أبي هريرة، ومحمد البخاري رقم: ٣٧٠٢، من حديث علي بن أبي طالب، وأخرجه أحمد في مسنده، ورجاله ثقات من حديث أبي سعيد الخدري مجمع الزوائد: ٦/ ١٥١، ومن حديث بريدة عند أحمد، ورجاله رجال الصحيح مجمع الزوائد: ٦/ ١٥٠ - ١٥١.