٩٠٦ - ومن حديث أنس بن مالك ﵁ قال:"لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد، جلس أبو بكر على المنبر، فقام عمر، فتكلم قبل أبي بكر، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال:
"أيها الناس إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة، ما كانت مما وجدتها في كتاب الله، ولا كانت عهدًا عهده إلى رسول الله ﷺ، ولكني قد كنت أرى أن رسول الله ﷺ سيدبر أمرنا، يقول: يكون آخرنا -وإن الله قد أبقى فيكم كتابه الذي به هدى الله رسوله ﷺ، فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له، وإن الله قد جمع أمركم على خيركم، صاحب رسول الله ﷺ ثاني اثنين إذ هما في الغار، فقوموا فبايعوه".
فبايع الناس أبا بكر بيعة العامة، بعد بيعة السقيفة.
فتكلم أبو بكر، فحمد الله، وأثنى عليه بالذي هو أهله، ثم قال: "أما بعد أيها الناس، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله، فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله" (١).
[٢٥ - قصة مبايعة علي والزبير]
٩٠٧ - من حديث أبي سعيد الخدري ﵁ قال: "لما توفي رسول الله ﷺ قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول: يا معشر المهاجرين إن رسول
(١) أخرجه عبد الرزاق في المصنف: ٥/ ٤٣٧ - ٤٣٨، وسنده صحيح، وابن إسحاق في السيرة كما في سيرة ابن هشام: ٢/ ٦٦٠ - ٦٦١، وسنده صحيح، وصرح ابن إسحاق بالتحديث، ومن طريقه في تاريخ الطبري: ٣/ ٢٠٣، وابن سعد في الطبقات: ٢/ ٢٧١، مرسلًا عن الزهريّ، وابن حبان في صحيحه كما في الموارد: ص ٥٣٣ - ٥٣٤، وفي سنده محمَّد بن أبي السري وفيه كلام انظر الميزان: ٤/ ٢٣ - ٢٤، فيكون الحديث صحيحًا من طريق ابن إسحاق وعبد الرزاق، وصححه ابن كثير في السيرة: ٤/ ٤٩٢ - ٤٩٣ وهذا إسناد صحيح.