للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣٣ - نزول سورة الفتح أثناء الرجوع من صلح الحديبية]

٥٣٤ - من حديث أنس بن مالك : ﴿إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا﴾ قال: الحديبية. قال أصحابه: هنيئًا مريئًا، فما لنا؟ فأنزل الله ﴿ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار﴾ قال شعبة فقدمت الكوفة، فحدثت بهذا كله عن قتادة، ثم رجعت فذكرت له، فقال: أما ﴿إنا فتحنا﴾ فعن أنس بن مالك وأما "هنيئًا مريئًا" فعن عكرمة"، واللفظ للبخاري.

وفي رواية مسلم بعض الزيادة اللطيفة أوردُها لتمام الفائدة فعن قتادة أن أنس ابن مالك حدثهم قال: "لما نزلت: ﴿إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفر لك الله﴾ -إلى قوله: ﴿فوزًا عظيمًا﴾ (١) مرجعه من الحديبية، وهم يخالطهم الحزن والكآبة، وقد نحر الهدي بالحديبية، فقال: (لقد أنزلت علي آية هي أحب إليَّ من الدنيا جميعًا) (٢).

٥٣٥ - من حديث عمر بن الخطاب قال زيد بن أسلم عن أبيه: (أن رسول الله كان يسير في بعض أسفاره -وعمر بن الخطاب يسير معه ليلًا، فسأله عمر بن الخطاب عن شيء، فلم يجبه رسول الله ، ثم سأله، فلم يجبه. وقال عمر بن الخطاب: ثكلتك أمك يا عمر، نزرت رسول الله ثلاث مرات كل ذلك لا يجيبك، قال عمر: فحركت بعيري ثم تقدمت أمام المسلمين، وخشيت أن ينزل فيَّ قرآن، فما نشبت أن سمعت صارخًا يصرخ بي، قال: فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل فيَّ قرآن، وجئت رسول الله فسلمت عليه، فقال: (لقد أنزلت علي الليلة سورة أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس)، ثم قرأ: ﴿إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا﴾ (٣).


(١) سورة الفتح: ١ - ٥.
(٢) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة الحديبية رقم: ٤١٧٢، مسلم في الصحيح الجهاد والسير باب صلح الحديبية في الحديبية رقم: ١٧٨٦، الترمذي في السنن تفسير سورة الفتح: ٣٢٦٣، وأحمد في المسند: ٣/ ١٢٢، ١٣٤، ١٥٣، ١٩٣، ٢١٥، ٢٥٢، وابن حبان في مرارد الظمآن: ٤٣٦ والحاكم: ٢/ ٤٥٩ وقال صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي.
(٣) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة الحديبية رقم: ٤١٧٧، وقد جاء أيضًا بأرقام: ٤٨٣٣، ٥٠١٢، الترمذي في التفسير باب ومن سورة الفتح حديث رقم: ٣٢٦٢، وقال: حسن صحيح غريب، وأحمد في المسند: ١/ ٣١.

<<  <   >  >>