للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٤ - وفد بني تميم]

بعد غزوة تبوك تمت كلمة الله في شبه الجزيرة العربية كلها، وأمن الرسول والمسلمون معه من كل عادية عليهم، ما استقر المسلمون في المدينة، حتى بدأت القبائل العربية تتوافد على المدينة معلنة الإِسلام، ومتبعة الهدى الذي جاء به سيد الأولين والآخرين، وسأذكر قصص هذه الوفود التي صح إسناد قدومها على سيدنا محمد لنلتمس من أحداثها العبرة والعظة، ومن هذه الوفود كان وفد بني تميم:

٧٧٠ - من حديث عمران بن حصين قال: "دخلت على النبي وعقلت ناقتي بالباب، فأتاه ناس من بني تميم فقال: (اقبلوا البشرى يا بني تميم). قالوا: قد بشرتنا فأعطنا (مرتين). ثم دخل عليه ناس من أهل اليمن فقال: (اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إن لم يقبلها بنو تميم). قالوا: قد قبلنا يا رسول الله.

قالوا: جئنا نسألك عن هذا الأمر. قال: (كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض)، فنادى مناد: ذهبت ناقتك يا ابن الحصين. فانطلقت فإذا هي يقطع دونها السراب، فوالله لوددت أني كنت تركتها" (١).

٧٧١ - من حديث أبي هريرة قال: "لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله يقولها فيهم: (هم أشد أمتي على الدجال). وكانت فيهم سبية عند عائشة فقال: (اعتقيها فإنها من ولد إسماعيل). وجاءت صدقاتهم فقال: (وهذه صدقات قوم أو قومي) (٢).


(١) أخرجه البخاري في بدء الخلق باب ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ حديث رقم: ٣١٩١، ٣١٩٠، وجاء عند البخاري أيضًا في المغازي حديث رقم: ٤٣٦٥، وحديث رقم: ٤٣٨٦ وفي التوحيد حديث رقم: ٧٤١٨، والترمذي في المناقب باب مناقب ثقيف وبني حنيفة رقم: ٣٩٥١، وقال حسن صحيح، والنسائي في الكبرى كما أشار إلى ذلك في تحفة الأشراف حديث رقم: ١٠٨٢٩.
(٢) أخرجه البخاري في المغازي باب قال ابن إسحاق غزوة عيينة بن حصن حديث رقم: ٤٣٦٦، مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل غفار وأسلم وجهينة وأشجع ومزينة وتميم ودوس وطيء حديث رقم: ٢٥٢٥.

<<  <   >  >>