للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول الله والمسلمين أن عثمان قد قتل" (١).

وهذه رواية للحديث من طريق أخرى عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم من طريق محمَّد بن إسحاق قال حدثني الزهريّ محمَّد بن مسلم بن شهاب عن عروة بن الزبير عنهما.

[١٢ - بيعة الرضوان]

لما بلغ النبي أن عثمان قتل، دعا رسول الله أصحابه إلى مبايعته على قتال المشركين، ومناجزتهم، وها نحن نثبت هنا وصفًا لتلك البيعة وأحداثها كما يرويها من حضرها من أصحاب رسول الله :

[أ - قيام معقل بن يسار برفع أغصان الشجرة لئلا تصطدم بالرسول -]

٤٩٧ - من حديث معقل بن يسار قال: "لقد رأيتني يوم الشجرة، والنبي يبايع الناس، وأنا رافع غصنًا من أغصانها عن رأسه، ونحن أربع عشرة مائة، قال: لم نبايعه على الموت، ولكن بايعناه أن لا نفر" (٢).

[ب - أول من بايع الرسول -]

٤٩٨ - قال الحافظ في الإصابة: أخرج الحاكم أبو أحمد من طريق عاصم الأحول عن الشعبي قال: "أتاني عامري وأسدي يعني كانا متفاخرين، فقلت: كان لبني أسد ست خصال ما كانت لحي من العرب أول من بايع بيعة الرضوان أبو سنان عبد الله بن وهب الأسدي قال: يا رسول الله ابسط يدك أبايعك قال: (على ماذا؟) قال: على ما في نفسي قال: (فتح وشهادة) قال: نعم، فبايعه قال: فخرج الناس يبايعون على بيعة أبي سنان" (٣).


(١) أخرجه أحمد في المسند: ٤/ ٣٢٣ - ٣٢٦، وابن هشام: ٣/ ٣٠٨ المجلد الثاني وابن سعد في الطبقات: ٢/ ٩٦ - ٩٧، والطبرى في تاريخه: ٢/ ٦٣١، جميعًا من طريق ابن إسحاق بسند صحيح قد صرح فيه ابن إسحاق بالتحديث، وهو قطعة من حديث طويل في صلح الحديبية؛ وهو جزء من حديث رقم: ٤٩٥.
(٢) أخرجه مسلم في الإمارة باب استحباب مبايعة الإِمام الجيش عند إرادة القتال رقم: ١٨٥٨/ ٧٦ - وأحمد في المسند انظر الفتح الرباني: ٢١/ ١٠٦.
(٣) الإصابة: ٤/ ٩٦ ترجمة رقم: ٥٧١، وقال أخرجه الحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن إسحاق والسراج من طرفه عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي، وأخرجه ابن مندة من طرق عن عاصم عن زر بن حبيش قال: أول من بايع تحت الشجرة أبو سنان بن وهب" انتهى. قلت: وقد جاء أيضًا في دلائل البيهقي: ٤/ ١٣٧، من طريق ابن أبي خالد عن الشعبي.

<<  <   >  >>