للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[١٢ - صلاة الصحابة خلف النبي في مرضه وهو جالس]

٨٨٥ - من حديث عائشة قالت: "اشتكى رسول الله ، فدخل عليه ناس من أصحابه يعودونه. فصلى رسول الله جالسًا. فصلوا بصلاته قياما، فأشار إليهم: أن اجلسوا، فجلسوا. فلما انصرف قال: "إنما جعل الإِمام ليؤتم به، فإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا صلى جالسًا فصلوا جلوسًا" (١).

[١٣ - قصة اللدود]

٨٨٦ - من حديث عائشة قالت: "لددنا (٢) رسول الله في مرضه، وجعل يشير إلينا لا تلدوني، فقلنا كراهية المريض بالدواء، فلما أفاق قال: "ألم أنهكن أن تلدوني! " قال: قلنا كراهية للدواء، فقال رسول الله : "لا يبقى منكم أحد إلا لُد، وأنا أنظر، إلا العباس فإنه لم يشهدكم" اللفظ للبخاري.

وفي لفظ للإمام أحمد ما نصه: عن هشام بن عروة قال أخبرني أبي أن عائشة قالت له: "يا ابن أختي لقد رأيت من تعظيم رسول الله عمه "أي العباس" أمرًا عجيبًا، وذلك أن رسول الله كانت تأخذه الخاصرة، فيشتد به جدًّا، فكنا نقول أخذ رسول الله عرق الكلية، لا نهتدي أن نقول الخاصرة، ثم أخذت رسول الله يومًا ما، فاشتدت به جدًّا حتى أغمي عليه، وخفنا عليه وفزع الناس إليه.

فقلنا: إن به ذات الجنب فلددناه، ثم سرى عن رسول الله وأفاق وعرف أنه قد لد ووجد أثر اللدود فقال: "ظننتم أن الله ﷿ سلطها عليّ؟ ما


(١) أخرجه البخاري في الأذان باب إنما جعل الإمام ليؤتم به: ٦٨٨، وفي تقصير الصلاة باب صلاة القاعد: ١١١٣، وفي السهو باب الإشارة في الصلاة: ١٢٣٦، والمرضى باب إذا عاد مريضًا فحضرت الصلاة فصلى بهم جماعة: ٥٦٥٨، ومسلم في الصلاة باب إئتمام المأموم بالإمام حديث رقم: ٤١٢، وأبو داود في الصلاة باب الإمام يصلي من قعود: ٦٠٥، ومالك في الموطأ في صلاة الجماعة باب صلاة الإمام وهو جالس: ١/ ١٣٥، والبيهقي: ٣/ ٧٩، والطحاوي في شرح معاني الآثار: ١/ ٤٠٤، وابن خزيمة: ١٦١٤، وأحمد في المسند: ٦/ ٥١، ٥٧ - ٥٨، ٦٨، ١٤٨، ١٩٤، من طريق هشام بن عروة عن أبيه به.
(٢) لددناه: صببنا الدواء في أحد جانبي فمه، واللدود بفتح اللام -هو الدواء الذي يصب في أحد جانبي الفم. وبضم اللام: هو الفعل، أي فعل ذلك.

<<  <   >  >>