للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(نسيبًا لعمر) فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها.

فهوى رسول الله ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت. فلما كان من الغد جئت فهذا رسول الله وأبو بكر قاعدان يبكيان.

قلت: يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك، فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما".

فقال رسول الله : (أبكي للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة) - شجرة قريبة من النبي وأنزل الله ﷿ ﴿ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض﴾ إلى قوله: ﴿فكلوا مما غنمتم حلالًا طيبًا﴾ فأحل الله الغنيمة لهم" (١).

٢٨٣ - ومن حديث ابن عمر قال: استشار رسول الله في الأسارى أبا بكر فقال: قومك وعشيرتك فخل سبيلهم، فاستشار عمر فقال: اقتلهم، قال: ففداهم رسول الله فأنزل الله ﷿ ﴿ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض﴾ إلى قوله: ﴿فكلوا مما غنمتم حلالًا طيبًا﴾، قال: فلقي النبي عمر قال: (كاد أن يصيبنا بلاء في خلافك) (٢).

٢٨٤ - وقد جاء من حديث عبد الله بن مسعود بإسناد صحيح ببعض زيادة في وصف أبي بكر وعمر الذي وصفهما به رسول الله فمن أحب الزيادة فلينظر الحديث في مكانه (٣).

[٣ - زيد يحمل بشارة النصر إلى المدينة المنورة]

٢٨٥ - من حديث أسامة بن زيد قال: "إن النبي خلف


(١) أخرجه مسلم في الصحيح كتاب الجهاد والسيرة باب الإمداد بالملائكة حديث رقم: ١٧٦٣، أحمد في المسند: ١/ ٣٠ - ٣١، والطبري في التفسير: ١٠/ ٤٤.
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك: ٢/ ٣٢٩، وقال الحاكم حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي قلت: على شرط مسلم.
(٣) أخرجه الترمذي في سننه كتاب الجهاد باب في المسؤرة: ٤/ ٢١٣، وفي تفسير سورة الأنفال رقم: ٣٠٨٤، ٥/ ٢٧١، وفي مسند أحمد: ١/ ٣٨٣، والحاكم في المستدرك: ٣/ ٢٢، وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وقال ابن حجر في الإصابة: ٢/ ٩١ معلقًا عليه: رواه الطبراني بإسناد صحيح عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود، وسبب إرساله أن ابا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه. وقال شاكر بإسناده منقطع: ٥/ ٢٢٩، حديث رقم: ٣٦٣٤.

<<  <   >  >>