للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٥ - قتال جعفر بن أبي طالب]

٦١٨ - من حديث يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عباد، قال: (حدثني أبي الذي أرضعني، وكان أحد بني مرة بن عوف، وكان في تلك الغزوة غزوة مؤتة قال: والله لكأني أنظر إلى جعفر حين اقتحم عن فرس له شقراء، ثم عقرها، ثم قاتل حتى قتل وهو يقول:

يا حبذا الجنة واقترابها … طيبة وباردًا شرابها

والروم روم قد دنا عذابها … كافرة بعيدة أنسابها

علي إذ لاقيتها ضرابها (١)

٦ - قتال عبد الله بن رواحة :

٦١٨ - بنفس إسناد الحديث السابق قال أحد بني مرة بن عوف: " … فلما قتل جعفر أخذ عبد الله بن رواحة الراية، ثم تقدم بها، وهو على فرسه، فجعل يستنزل نفسه، ويتردد بعض التردد ثم قال:

أقسمت يا نفس لتنزلنه … لتنزلن أو لتكرهنه

إن أجلب الناس وشدوا الرنة … ما لي أراك تكرهين الجنة

قد طال ما قد كنت مطمئنة … هل أنت إلا نطفة في شنة (٢)


= عن مقسم عن ابن عباس قال الشيخ أحمد شاكر ورواه البيهقي في السنن: ٣/ ١٨٧، من طريق الحسن بن عياش عن الحجاج ثم قال البيهقي ورواه أيضًا حماد بن سلمة وأبو معاوية عن حجاج بن أرطاة والحجاج ينفرد به" وللحديث شاهد بإسناد جيد يدل على صحة رواية الحجاج والحكم عن مقسم، فقد روى ابن عبد الحكم في فتوح مصر ص: ٢٩٨ من طريق ابن لهيعة عن زبان ابن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن رسول الله : أنه أمر أصحابه بالعزو وأن رجلًا تخلف وقال لأهله: أتخلف حتى أصلي مع رسول الله … فذكر نحو الحديث السابق، ويشهد له الحديث السابق.
(١) سيرة ابن هشام المجلد الثاني صفحة: ٣٧٨، من طريق ابن إسحاق، وسنده ثقات، فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث، وأخرجه أبو داود بدون الشعر في كتاب الجهاد باب في الدابة تعرقب في الحرب رقم: ٢٥٧٣، وقال: هذا الحديث ليس بالقوي والطبري في التاريخ: ٣/ ١٠٨ - ١٠٩، والبيهقي في الدلائل: ٤/ ٣٦٣، قلت: وقد حسن هذا الحديث الحافظ ابن حجر في الفتح: ٧/ ٥١١، وقال: إسناده حسن وقال الهيمثي في المجمع: ٦/ ١٥٩ - ١٦٠: رواه الطبراني، ورجاله ثقات" وصححه أحمد شاكر في تعليقه على مختصر سنن أبي داود: ٣/ ٣٩٧، بقوله: والإسناد صحيح لا علة فيه. فالحديث بذلك حسن: ولا يضر جهالة الصحابي الذي روى الحديث.
(٢) شنة: السقاء البالي.

<<  <   >  >>