للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشرك فيفتنوني في ديني، قال: فزاد الناس شرًّا إلى ما بهم، فقال رسول الله : (يا أبا جندل اصبر واحتسب، فإن الله ﷿ جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحًا، فأعطيناهم على ذلك، وأعطونا عليه عهدًا، وإنا لن نغدر بهم).

قال: فوثب إليه عمر بن الخطاب مع أبي جندل، فجعل يمشي إلى جنبه، وهو يقول: اصبر أبا جندل، فإنما هم المشركون، وإنما دم أحدهم دم كلب، قال: ويدني قائم السيف منه، قال: يقول: رجوت أن يأخذ السيف، فيضرب به أباه قال: فضن الرجل بأبيه ونفذت القضية) (١).

[٢٧ - مشورة أم سلمة على رسول الله في الحلق والنحر]

٥٢٥ - من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم الذي في الصحيح جاء ما يلي: " … قال: فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله لأصحابه: (قوموا، فانحروا، ثم احلقوا)، قال: فوالله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا يكلم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك: نحو بدنه ودعا حالقه، فلما رأوا ذلك قاموا، فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًّا" (٢).

[٢٨ - الشجرة التي بويع النبي تحتها وشأنها]

٥٢٦ - من حديث طارق بن عبد الرحمن قال: "انطلقت حاجًّا فمررت بقوم يصلون، قلت: ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة حيث بايع رسول الله بيعة الرضوان، فأتيت سعيد بن المسيب، فأخبرته: فقال سعيد: حدثني أبي "أنه كان فيمن بايع رسول الله تحت الشجرة، قال: فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها، فقال سعيد: إن أصحاب محمَّد لم يعلموها، وعلمتموها أنتم؟ فأنتم أعلم" (٣).


(١) انظر الحديث رقم: ٤٩٦.
(٢) انظر تخريجه حديث رقم: ٤٨٨.
(٣) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة الحديبية حديث رقم: ٤١٦٣، مسلم في الإمارة باب استحباب بايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال حديث رقم: ١٨٥٩/ ٧٧.

<<  <   >  >>