للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الخامس: غزوة بني لحيان]

كانت في أوائل السنة السادسة للهجرة على الصحيح كما قاله ابن كثير (١).

وقد صلى النبي بأصحابه صلاة الخوف لأول مرة بعسفان كما جاء في:

٤٧٩ - حديث أبي عياش الزرقي قال: "كنا مع رسول الله بعسفان، فاستقبلنا المشركون عليهم خالد بن الوليد، وهم بيننا وبين القبلة، فصلى رسول الله الظهر فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم، ثم قالوا: تأتي عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم وأنفسهم.

قال: فنزل جبريل بهذه الآيات بين الظهر والعصر ﴿وإذا كنت فيه فأقمت لهم الصلاة﴾ قال: فحضرت، فأمرهم رسول الله ، فأخذوا السلاح، قال: فصففنا صفين، قال: ثم ركع، فركعنا جميعًا، ثم رفع، فرفعنا جميعًا، ثم سجد النبي بالصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم فلما سجدوا وقاموا جلس الآخرون، فسجدوا في مكانهم، ثم تقدم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء قال: ثم ركع فركعوا جميعًا، ثم رفع فرفعوا جميعًا، ثم سجد النبي والصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم، فلما جلس، جلس الآخرون فسجدوا فسلم عليهم ثم انصرف، قال: فصلاها رسول الله مرتين، مرة بعسفان ومرة بأرض بني سليم" (٢).

٤٨٠ - من حديث أبي هريرة قال: (إن رسول الله نزل بين ضجنان وعسفان، فقال المشركون: إن لهم صلاة هي أحب إليهم من آبائهم وأبنائهم، وهي العصر، فأجمعوا أمركم، فميلوا عليهم ميلة واحدة، وإن جبريل أتى النبي فأمره أن يقسم أصحابه شطرين، فيصلي ببعضهم، وتقوم الطائفة الأخرى وراءهم ليأخذوا حذرهم وأسلحتهم، ثم تأتي الأخرى فيصلون معه، ويأخذ هؤلاء حذرههم وأسلحتهم، لتكون لهم ركعة ركعة مع رسول الله ، ولرسول الله ركعتان) (٣).


(١) السيرة النبوية ابن كثير: ٣/ ٢٨٥.
(٢) أخرجه أحمد في المسند: ٤/ ٥٩ - ٦٠، أبو داود في الصلاة باب صلاة الخوف رقم: ١٢٣٦، النسائي في الصلاة صلاة الخوف: ٣/ ١٧٦ - ١٧٨، والحاكم في المستدرك: ١/ ٣٣٧ - ٣٣٨ وقال: صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا.
(٣) أخرجه أحمد في المسند: ٢/ ٥٢٢، الترمذي في التفسير سورة النساء حديث رقم: ٣٠٣٨، وقال الترمذي حسن صحيح، النسائي: ٣/ ١٧٤ كتاب صلاة الخوف.

<<  <   >  >>