للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أرَيتَك إذا طالبتُكُم فوَجدَتُكُم … بحَليَة أو ألفيُتكُم بالخوائق (١)

ألم يك أهلًا أن يُنول عاشقٌ … تكلف إدلاج السُّرى والودائق (٢)

فلا ذَنب لي قدْ قلت إذا أهْلنا … معًا أثيبي بوُدّ قبلَ إحدَى الصفائق (٣)

أثيبي بوُدّ قبل أن تشْحط النَّوى … ويَنْأى الأمير بالحبيب المفارق (٤)

ثم قال: قالت: نعم فديتك، قال: فقدموه، فضربوا عنقه، فجاءت المرأة، فوقعت عليه، فشهقت شهقة، أو شهقتين، ثم ماتت، فلما قدموا على رسول الله أخبروه الخبر، فقال رسول الله : (أما كان فيكم رجل رحيم) (٥).

[٢٩ - مدة إقامته في مكة عام الفتح]

٦٨١ - من حديث ابن عباس قال: "أقام النبي بمكة تسعة عشر يومًا يصلي ركعتين" (٦).

وقد جاء من روايات عدة أنه مكث ثمانية عشر يومًا، وهي عند أبي داود من حديث عمران بن حصين، وأخرى سبعة عشر يومًا وبعضها خمسة عشر يومًا، وقد جمع البيهقي بين هذا الاختلاف بأن من قال تسع عشرة يومًا عد يومي الدخول والخروج، ومن قال سبع عشرة يومًا حذفهما، ومن قال ثماني عشرة


(١) حلية والخوانق: اسم موضعين.
(٢) الإدلاج: سار أول الليل، الودائق: جمع وديقة وهو شدة الحر، ومعنى ذلك تكلف السير في الليل وفي شدة الحر.
(٣) الصفائق: أراد بها النوائب.
(٤) ينأى: يبعد، تشحط: تبعد.
(٥) أخرجه النسائي في الكبرى كما أشار إلى ذلك صاحب تحفة الأشراف حديث رقم: ٦٢٧٣، ابن سعد في الطبقات: ٢/ ١٤٩، والطبري في التاريخ: ٣/ ١٢٥، والبيهقي في الدلائل: ٥/ ١١٨، وصحح إسنادها الحافظ ابن حجر في الفتح: ٨/ ٥٨، وقد أخرج ابن إسحاق من طريقه عن ابن أبي حدرد شبيهًا بهذا اللفظ البيهقي في الدلائل: ٥/ ١١٥، والبيهقي بإسناد إلى ابن عاصم المزني شبيهًا بهذه القصة أيضًا في الدلائل: ٥/ ١١٧، وكما أشار إلى ذلك الحافظ في الفتح: ٨/ ٥٨، سيرة ابن هشام: ٢/ ٤٣٣ - ٤٣٤.
(٦) أخرجه البخاري في المغازي باب مقام النبي بمكة عام الفتح: ٤٢٩٨ - ٤٢٩٩، أبو داود في الصلاة باب متى يتم المسافر حديث رقم: ١٢٣٠، وابن ماجه في إقامة الصلاة باب كم يقصر الصلاة المسافر إذا أقام ببلدة حديث رقم: ١٠٧٥، الترمذي في أبواب الصلاة باب ما جاء في كم تقصر الصلاة حديث رقم: ٥٤٩، وأحمد في المسند: ١/ ٢٢٣، والبيهقي: ٣/ ١٥٠، والطحاوي في مشكل الآثار: ١/ ٢٤٢.

<<  <   >  >>