للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يرجعون. قال: يا رب! فأبلغ من ورائي، فأنزل الله ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ (١) (٢).

١٩ - الأنصار السبعة الذين ضحوا بأنفسهم لحماية رسول الله ﷺ:

٣٦٤ - من حديث أنس ﵁ قال: (أن رسول الله ﷺ أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش فلما رهقوه (٣)، قال: (من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة)، فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم رهقوه أيضًا، فقال: (من يردهم عنا وله الجنة، أو هو رفيقي في الجنة) فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل، فلم يزل كذلك، حتى قتل السبعة، فقال رسول الله ﷺ لصاحبيه: (ما أنصفنا أصحابنا)) (٤).

[٢٠ - بطل إلى النار]

٣٦٥ - من حديث سهل بن سعد الساعدي ﵁ قال: "إن رسول الله ﷺ التقى هو والمشركون فاقتتلوا، فلما مال رسول الله ﷺ إلى عسكره، ومال الآخرون إلى عسكرهم -وفي أصحاب رسول الله ﷺ رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه- فقيل: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال رسول الله ﷺ: (أما إنه من أهل النار)، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه. قال فخرج معه كلما وقف، وقف معه، وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجرح الرجل جرحًا شديدًا، فاستعجل الموت فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرجل إلى رسول الله ﷺ فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: (وما ذاك؟).


(١) آل عمران: ١٦٩.
(٢) أخرجه الترمذي في التفسير باب ومن سورة آل عمران رقم: ٣٠١٣، وقال حديث حسن، وابن ماجه في المقدمة باب ما أنكرت الجهمية رقم: ١٩٠، وفي الجهاد باب فضل الشهادة في سبيل الله رقم: ٢٨٠٠، والحاكم في المستدرك: ٣/ ٢٠٤ وصححه ووافقه الذهبي وابن جرير بسند صحيح في التفسير: ٤/ ١٧٣، وفي التاريخ: ٣/ ٣٦.
(٣) رهقوه: نمشوه وقربوا منه.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه الجهاد والسير باب غزوة أحد رقم: ١٧٨٩، وقد جاء من حديث جابر ﵁ في قتال طلحة بن عبد الله برقم: ٣٥٥، فانظره هناك.
رهقوه: غشوه وقربوا منه وأدركوه.

<<  <   >  >>