للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الخامس الهجرة إلى الحبشة]

٩٢ - من حديث عبد الله بن مسعود قال: (بعثنا رسول الله إلى النجاشي، ونحن نحوًا من ثمانين رجلًا، فيهم عبد الله بن مسعود، وجعفر، وعبد الله بن عرفطة، وعثمان بن مظعون، وأبو موسى، فأتوا النجاشي) (١).

٩٣ - ومن حديث عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أمه ليلى قالت: "كان عمر ابن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا، فلما تهيأنا للخروج إلى أرض الحبشة، فأتى عمر بن الخطاب، وأنا على بعيري، وأنا أريد أن أتوجه، فقال: أين أم عبد الله؟ فقلت: آذيتمونا في ديننا، فنذهب في أرض الله حيث لا نؤذى، فقال: صحبكم الله، ثم ذهب، فجاء زوجي عامر بن ربيعة فأخبرته بما رأيت من رقة عمر، فقال: ترجين أن يسلم؟ والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب" (٢).

٩٤ - من حديث أم سلمة ابنة أبي أمية بن المغيرة زوج النبي قالت: "لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي، أمنا على ديننا وعبدنا الله وحده، لا نؤذى، ولا نسمع شيئًا نكرهه، فلما بلغ ذلك قريشًا، ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين، وأن يهدوا النجاشي هدايا ما يستطرف من متاع مكة، وكان أعجب ما يأتيه منها الأدم، فجمعوا له أدمًا كثيرًا، ولم يتركوا من بطارقته بطريقًا إلا أهدوا له هدية، وبعثوا بذلك مع عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، وعمرو بن العاص بن وائل السهمي، وأمروهما أمرهم، وقالوا لهما: ادفعوا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلموا النجاشي فيهم، ثم قدموا


(١) الفتح الرباني ٢٠/ ٢٢٤ - ٢٢٥، وقال الهيثمي: ٦/ ٢٤: رواه الطبرني وفيه حديج بن معاويه وثقه أبو حاتم وقال في بعض حديثه ضعف وضعفه ابن معين وغيره وبقية رجاله ثقات وقال الحافظ في التقريب: ١/ ١٥٦ صدوق يخطيء- وقال ابن كثير في السيرة:٢/ ١٠ - ١١ وعزاه للإمام أحمد وقال: هذا إسناد جيد قوي وسياق حسن، انظر مسند أحمد: ١/ ٤٦١.
(٢) قال الهيثمي: ٦/ ٢٤ رواه الطبراني، وقد صرح ابن إسحاق بالسماع فهو صحيح.
والبطريق: الحاذق بالحرب وأمورها بلغة الروم، وهو ذو نصب عندهم.

<<  <   >  >>