للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجنوده، قال: قلت: أفتبايعني على الإِسلام؟ قال: نعم، فبسط يده، فبايعته على الإِسلام، ثم خرجت إلى أصحابي، وقد حال رأيي عما كان عليه، وكتمت أصحابي إسلامي".

اجتماع عمرو وخالد على الإِسلام:

" ثم خرجت عامدًا إلى رسول لأسلم، فلقيت خالد بن الوليد، وذلك قبيل الفتح، وهو مقبل من مكة، فقلت: أين يا أبا سليمان؟

قال: والله لقد استقام المنسم (١)، وإن الرجل لنبي، أذهب والله فأسلم، فحتى متى، قال: قلت: والله ما جئت إلا لأسلم. قال: فقدمنا المدينة على رسول الله ، فتقدم خالد بن الوليد، فأسلم، وبايع، ثم دنوت، فقلت: يا رسول الله، إني أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي، ولا أذكر ما تأخر.

قال: فقال رسول الله : (يا عمرو، بايع، فإن الإِسلام يجب ما كان قبله، وإن الهجرة تجب ما كان قبلها، قال: فبايعته ثم انصرفت).

قال ابن إسحاق: وقد حدثني من لا أتهم أن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة كان معهما أسلم حين أسلما) (٢).

٦١٤ - ومن طريق عمرو بن العاص قال: " .... فلما جعل الله الإِسلام في قلبي أتيت النبي فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك. فبسط يمينه، قال: فقبضت يدي، قال: (ما لك يا عمرو؟) قال: قلت: أردت أن أشترط. قال: (تشترط بماذا؟) قلت: أن يغفر لي. قال: (أما علمت أن الإِسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟ …) (٣).


(١) استقام المنسم: تبين الطريق ووضح.
(٢) أخرجه أحمد في المسند: ٤/ ١٩٨ - ١٩٩، ٢٠٤، ٢٠٥، الحاكم في المستدرك: ٣/ ٤٥٤، وإحدى طرقه عند أحمد: ٤/ ٢٠٥ يحيى بن إسحاق أنا ليث بن سعد عن يزيد إسنادها صحيح على شرط مسلم رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير ابن شماسه، وهو عبد الرحمن فهو على شرط مسلم فقط، بل وأخرجه مسلم في صحيحه بلفظ (الإِسلام يهدم ما قبله) برقم: ١٢١، الإيمان باب كون الإِسلام يهدم ما قبله وقال الشيخ الساعاتي في الفتح الرجل: ٢١/ ١٣٤ - ١٣٦، رواه ابن إسحاق، وسنده جيد، وقال الهيثمي في المجمع: ٩/ ٣٥٠، ٣٥١: مناقب عمرو بن العاص: رواه أحمد والطبراني، ورجالهما ثقات، فالحديث بذلك صحيح.
(٣) أخرجه سلم في الإيمان باب كون الإِسلام يهدم ما قبله حديث رقم: ١٢١، أبو عوانة في صحيحه: ١/ ٧٠.

<<  <   >  >>